+ A
A -
السيد «كوسمان» مهندس زراعي،نازح إلى مقاطعة «نوفاسكوشيا» من مقاطعة «كيبيك» الكنديتين..استفاد من المنطقة الخصيبة في ريف نوفاسكوشيا الشهير بمنطقة الواديTHE VALLEYلوفرة الزراعة والإنتاج الحيواني فيها،فأنشأ منحلاً وسط قطعة أرضٍ شيد فوقها سكناً له ولأسرته،ومعملاً كبيراً لإنتاج العسل،زوّده بالأدوات والتقنيات الحديثة،التي تضمن له ولسمعته،ولزبائنه جودة الإنتاج،وراح - بما تلقّنه من علوم وفنون ورعاية النحل،والعناية به - يطوّر في عمله،ويخدمه،سعياً لجنيِ عائدٍ مادِّيٍّ،يوفر له ولأسرته عيشاً رغداً.
عُرف السيد كوسمان في المنطقة،فالمقاطعة،فالشرق الكنديّ بأسره،لجودة إنتاجه من هذا الشراب الذي فيه شفاءٌ للناس،ولثمنه المعقول..وكان من أول ما عرفت لدى حلولي في كندا صيف العام 1994،وعرفني عليه صديقٌ من رجال الأعمال العرب السابقين في الهجرة،والذي يبني ويدير عقاراتٍ له في بلدات الريف،وهو معروفٌ بين أبناء الجالية بالثقة،والأمانة،والغيرة على عروبته،ومنذ تعرفت على منحل السيد كوسمان،وأنا أحد زبائنه،بل،وأقوم بمهمة تعريف الوافدين الجدد عليه،في «وولف فيل» هذه البلدة الصغيرة،التي تضم واحدةً من أعرق جامعات المقاطعة،إضافة إلى مسرحٍ حديثٍ،واستادٍ رياضي كبير.
السيد كوسمان كان مفرط الثقة بزبائنه،ولأنه غالباً ما يكون داخل المشغل،بعيداً عن مخزنه الصغير الذي يعرض فيه نماذج إنتاجه من العسل،موزعةً وفق أسعارها،وأوزانها،إضافةً إلى صناديق كرتونية متعددة الأحجام،فقد ترك علبةً مفتوحةً يودع فيها المشتري ثمن ما يحصل عليه،ويسترد الفكة من النقود،ويمضي لحال سبيله..سارت الأمور رخاءً،وعاديةً،وكانت تبعث الراحة في نفسي،ونفوس معظم معارفي الذين أدلهم عليه،قناعةً منا بأن الدنيا لا تزال بخير.

بقلم : حسن شكري فلفل
copy short url   نسخ
29/07/2016
1696