+ A
A -
لم تكن اعترافات زعيم الائتلاف الوطني ورئيس الحكومة العراقية الأسبق إياد علاوي، حول هيمنة إيران على القرار في بلاده، إلا نقطة في بحر من التخبط السياسي والفساد المالي، كشفته الأجهزة الإعلامية الإيرانية، مما يعفينا من شبهة التجني أو رش الملح على الجرح الإيراني المفتوح.
لم يكن حديث علاوي الشيعي المتنور والمعادي للطائفية والذي سمعه الشعب العراقي كله عبر تليفزيون محلي، متوقعاً بصراحته وعلنيته، خاصة بعد امتلاك طهران نفوذاً كبيراً في بغداد، يمكنها من تعيين من تريد رئيسا للحكومة، وترفض من تريد، وعندما شن هجوماً لاذعاً على الحشد الشعبي، ذراع إيران الميليشيوي الطائفي الذي وصل الأمر إلى حد تكليفه بترسيخ نفوذ طهران على الحكومة العراقية، والحرص على إبعاد السُنة.
وإذا كان السفير العراقي في واشنطن قد قطع قبل يومين علاقته مع حكومة بلاده مشتكياً من «نزيف الهيبة» الذي يعاني منه العراق كدولة، فقد فضح حديث علاوي التليفزيوني، حجم اليأس الذي ضرب البلاد حتى أصبحت بطلب من المرشد «جوهرة» الإمبراطورية الإيرانية الموهومة التي لا تملك ــ بفضل الله ــ مقومات النجاح، بل تتجمع مؤشرات الفشل المؤكد في سرقة أراضي العرب، ليس في عربستان فقط، بل في سوريا والعراق من خلال القوات الإيرانية مباشرة، وفي لبنان واليمن من خلال أداتيها: حزب الله وأنصار الله (الحوثيين)، رغم أنهما ليسا من حزبه أو من أنصاره تعالى قدره.
ولم يفت علاوي أن يتحدث عن اتباع حيدر العبادي سياسة المحاصصة الطائفية، بحكم انتماء رؤساء الحكومات كالعبادي، وقبله سيئ الذكر نوري المالكي، والجعفري، إلى حزب الدعوة الإيراني الذي تربوا في أحضانه الطائفية منذ هربهم إلى طهران في عهد صدام حسين، وأصبحوا رموزاً مريضة، في كراهيتها للسنة.
غير أن تمدد إيران عبر عملائها في العراق وفي سوريا ولبنان واليمن ــ ومن بين هؤلاء العملاء سُنة مرتشون ــ ليس مرده حماية الوحدة الوطنية لهذه الدول، كما يروج المحتل الإيراني، وكما يردد السذج من هواة السياسة المضللين الذين يدهشونني لدفاعهم غير المبرر وغير المستند إلى حجج مقنعة، عن عدو يشكل خطرا مباشراً ووجودياً على العالم العربي أكثر بكثير من الخطر الذي تشكله إسرائيل.
وحتى نضع الأمور في نصابها، لا بد من التركيز على ضخامة النفقات المترتبة على مشروع توسعي يشمل عدة دول، وأن نشعر ببعض الارتياح لتفشي المشاكل السياسية والاقتصادية في إيران، ووصول الفساد الإداري والمالي إلى مستويات غير متوقعة، وأنه تم فضحها من خلال وكالات الأنباء الإيرانية.
وفي هذا الإطار تحدثت وكالة «باسيج» عن تورط شقيق الرئيس حسن روحاني بملف فساد اقتصادي ضخم يستحق معاقبته بالمؤبد حسب رئيس المحكمة الثورية موسى غضنفر، فضلاً عن اعتقال عدد كبير من مديري البنوك الحكومية بتهمة التحايل والإثراء غير المشروع.
وفي ظل تزايد كبير في عدد المرشحين للاعتقال لأسباب مالية، وتكاثر مناصري الغرب وإسرائيل وأعداء آخرين لإيران في الداخل، يحذر محللون إلى أن طهران مطالبة بإجراء عملية، نفض شاملة حتى تتمكن مثل تركيا، من النجاة من «ربيع إيراني» بمواصفات ربيع سوريا والعراق.
يتبع غدا

بقلم : مازن حماد
copy short url   نسخ
28/07/2016
949