+ A
A -
إن عشرة في المائة من الحياة «حياتك» تتوقف على ما تفعله انت، وتسعين بالمائة على طريقة تقبلك اياها، وهذا ما يؤكده «آرثر روبنسن» في كتابه (سنوات حياتي) إذ يقول: إن معظم الناس ينظرون إلى السعادة نظرة غير واقعية.. فهم يستخدمون «إذا» كشرط للشعور بالسعادة التي يبحثون عنها.. فأنت تسمعهم يقولون: سأكون سعيدا إذا أصبحت غنيا، أو سأكون سعيدا إذا اقترنت بمن أحب، أو سأكون سعيدا إذا أصبحت شخصية مشهورة، إلى آخره.. وهم في معظم الحالات يحققون اهدافهم، ولكنهم لا يجدون السعادة التي حلموا بها وتمنوها، لأن «إذا» تستحوذ على تفكيرهم.. وبالتالي تجدهم يبحثون عن أشياء أخرى يطمحون في أن تتحقق، ويمضي العمر وهم يدورون في فلك إذا.. ولو.. وواقع الامر انه لم يعد التمتع بالحياة وبما لدينا وبما نملك أمرا سهلا، فلقد أصبحنا مشغولين بأشياء كثيرة، كلما تحقق شيء طمعنا في شيء آخر. لقد أعطتنا الدنيا أكثر مما نحتاج اليه ونطمع فيه، كما قال أحد الحكماء، ومع ذلك نتذمر ونجاهر بتعاسة تجلب التعاسة.. والسعادة ليست شيئا نبحث عنه ونسعى إلى تحقيقه، ولكنها شيء يعيش في داخلنا.. أبسط شيء ينعشه، ضحكة من القلب، كلمة رقيقة قيلت لنا أو قلناها، سهرة عائلية لا تكلف فيها.. وهكذا. ولكي نشعر بالسعادة كما يقول «نورمان فنسنت» فلا بد أن نعرف المزيد عن فن الحياة، وهو يحدثنا في كتابه عن رحلتنا في الحياة نفسها وموقفنا منها فيقول: «كثيرون هم الذين يصنعون الثروات، ويحققون الشهرة والمجد خلال مسيرتهم، ولكنهم لا يجدون متعة حقيقية للحياة مع شيء من هذا كله.. إن حب الحياة وحده واستمرار هذا الحب هو المتعة كلها، وغالبا ما يهرب منا هذا الشعور، العمل الذي نحبه ونقبل عليه، لا يلبث أن يتحول إلى روتين ويفقد متعته ونفقد اهتمامنا به، الزواج الذي بدأ سعيدا تحول إلى مجرد عشرة أو مجرد صداقة بين اثنين، ولا يخلو من الخصام والمناكفة والاحساس بالضجر وعبثية الاستمرار، وقد لا يستمر إن لم يثمر اطفالا، وحتى إذا جاء الاطفال، فقد تصطدم سفينة الزواج بالصخور لأتفه سبب، وتغرق الاسرة كلها.. الآمال والاحلام التي كانت تحركنا وتدفعنا إلى العمل والمثابرة لا تلبث ان تتبدد وتصبح بلا روح، لقد فقدنا المتعة التي يجدها الناس في الحياة، هربت منا وبتنا نعيش أياما خاوية بلا هدف ولا معنى.. ماذا نفعل إذا وقعنا في هذا المأزق؟
وللحديث بقية.
بقلم : وداد الكواري
copy short url   نسخ
27/07/2016
1083