+ A
A -
البعـض، رجلا كان أو امرأة، يقوده حظه العاثر التعس للزواج ممن ليسوا أهلا للمسؤولية أو تكوين عـلاقة حب الهدف منها التسلية واللعـب بمشاعـر الطرف الآخـر، والنتيجة الحتمية لمثل هـذه العلاقات هي الفشل بكل تأكيد، لذا يصيب هـذا البعـض من الـرجال والنساء الخيبة من جـراء الفشل في الزواج أو الحب ويمتلكهم الـيأس والإحباط ويتصورون أن كل النساء خائنات والنساء يتصورن أيضا أن كل الـرجال يخـونون زوجاتهم وينسون أن الفشل وارد في الـزواج والحب كما هـو وارد في كل مجالات الحياة ولولا ذلك لما أقـر الله سبحانه وتعالى الطلاق كحل أخير فـيحكمون عـلى أنفسهم بالوحـدة والعـزلة، ويجعـلون حياتهم منفى هـو يبتعـد عـن عالم النساء فـيـرفـض من تحاول الاقـتـراب منه، وهي من جانبها أيضا تبتعـد عـن عالم الرجال فـترفـض أي رجل يحاول الاقـتراب منها دون أن يخطر ببالها أنها ترفـض فـرصة حقـيقـية للـزواج وهـذا الـرفـض مبعـثه خـوف كامن لديها لا تستطيع التحكم فـيه وهـو ناتج عـن فـشل في الحـب أو الـزواج الأول وتخشى أن يتكـرر هـذا الفشل مرة أخرى وهـذا الخوف ينتاب الرجل أيضا فـيرفـض فكـرة الزواج من جديد.
عـلى من يفشل في تجربة الزواج الأولى، الاستفادة من تلك التجربة التي مر بها وأن يتفهم النتائج التي نجمت منها والأسباب التي أدت إليها وألا يقع في فخ «سوء الاختيار «الذي طالما قاد الكثيرين من الشباب والفـتيات إلى مشاكل لا حصر لها يجب أن يكون الفشل درسا ًلكل من جـرًه تيار الأحلام الوردية بعـيدا عـن الواقع، ولكل من أغـمض عـينيه رجلا كان أو امرأة بدافع الحب عـن عـيوب الطـرف الآخر وألا ّ ينخدع بما يسمعه من حلو الكلام فما أرخص كلمات الحب في هـذا الزمن وما أندر مواقـف الطهر والنبل فـيه ولتكن التجربة الأولى الفاشلة امتدادا لتجربة ناجحة قادمة وأن يعـيش الواقع كما أراده الله له لا أن يدفعه الفشل إلى القـنوط وإلى الانزواء وإغلاق نوافـذ الأمل تجاه نسائم الحب الذي لا أحد يستطيع العـيش بدونه ولا يصبح للحياة قـيمة أو معـنى وعـلينا أن نعي جيدًا أن جميعـنا قـد نخفق في شيء ما أو في مرحلة من مراحل حياتنا، ولكن يمكننا أن نتعـلم من هـذا الإخفاق ونتعامل معه.. كما أن الإصرار عـلى النجاح، هـو السلاح الحقـيقي لمواجهة الإخفاق وبداية التخلص منه هـو الاعـتراف به ومن ثم دراسة أسبابه ومعالجتها وليس الهـروب منه أو الاستسلام له.. وهـكذا هي الحياة تجارب تعـقـبها تجارب..
بقلم : سلطان بن محمد
copy short url   نسخ
27/07/2016
1560