+ A
A -
غسان وابراهيم شقيقان من بطن أم وصلب أب، غسان وضعته أمه في أميركا أثناء زيارة عام 1988، وإبراهيم فقد كانت وضعته أمه في الكويت عام 1986، غسان يفتخر بجنسيته الأميركية، وإبراهيم لا يحب الحديث عن ميزات جنسيته العربية بدءا من عدم قدرته على زيارة بلد عربي آخر إلا بفيزا مسبقة، الأميركي عاد إلى أميركا  ليشارك في انتخابات الحزب الجمهوري، وقد يختار «ترامب» لأنه يرى فيه أنه قائد ذو كاريزما، وقد يتخذ قرارات تساعد في تخليص دافع الضرائب الأميركي من التزاماته تجاه إسرائيل التي أنهكت الخزينة الأميركية، وانه رغم عنصريته تجاه المسلمين والعرب، خاصة، إلا انه أيضاً، سوف يعمل على إيجاد حل لآخر استعمار قائم في فلسطين، وإقامة دولتين لليهود والفلسطينيين.
غسان الأميركي أمامه المستقبل واسع وآماله كبيرة بحياة محترمة آمنة وبات لديه مزرعة خيول وهو دون الثلاثين ويخطط لانتخابات ولاية، ووالده وامه يندبان حظ شقيقه إبراهيم الذي ولد عربياً وعاش عربياً عاطلاً عن العمل ويستدعى للمخابرات كلما أقام بسطة في شارع رئيسي بالعاصمة لأن القانون وروح القانون معطلان في كل دوائر الدولة. إبراهيم الذي سقط رأسه في الكويت يتمنى أن تكون أمه وضعته في «لاتافيا» فجواز سفرها يسمح له بدخول كل دول العالم بلا فيزا مسبقة وليس كما الحال لجواز سفره الذي يتطلب منه الحصول إلى تأشيرة حتى من جزر القمر. 
محمد ذياب، مدرس عربي  ولد في مجد لكروم في فلسطين عام 1933 هاجر إلى لبنان عام 1948، منع من العمل في مهنته «التدريس» فهاجر إلى سوريا التي فتحت له الأبواب للعمل وبات لديه خبرة مكنته من التقدم للعمل في ثانوية الشويخ بالكويت، ولأنه يؤمن أن الجنسية الغربية هي الطريق إلى المستقبل قرر بعد 23 سنة من العمل بالكويت السفر إلى أميركا ليحصل على جنسيتها بعد خمس سنوات من إقامة متواصلة في نيوجيرسي كان يتباهى انه حصل على جنسيته الأميركية أيضا وانه حين اكتشف انهم وضعوا مكان الميلاد «مجد لكروم- اسرائيل» احتج وأخذ شهادة ميلاده الأصلية الصادرة في أول مارس 1933 وطلب ان يحترموا مكان ميلاده، مجد لكروم - فلسطين:، استمعت الموظفة الأميركية إليه واحترمت شهادة ميلاده الفلسطينية وغيرت مكان الميلاد بجواز السفر.
شقيقه الذي يحمل نفس شهادة الميلاد أراد أن يحصل على جواز سفر عربي رفضوا الاعتراف بهذه الشهادة... وقال العرب لا يقرؤون عربي ولا يحترمون وثيقة فلسطينية.
كم نتمنى أن يحصل مواليد الدول العربية على جنسيات البلدان التي يلدون فيها خاصة وأن ولاء هؤلاء المواليد لمسقط الرأس.
والله من وراء القصد
بقلم : سمير البرغوثي
copy short url   نسخ
27/07/2016
1802