+ A
A -
قصة التقرير المخابراتي الأميركي المسرب حول انهيار اسرائيل الحتمي، ليس جديداً.. فقد سبق بث تفاصيل بشأنه في أكتوبر «2015». غير أن ما ورد في التقرير يداعب مخيلات وأحلام الفلسطينيين، والمدافعين عن الحرية وحقوق الإنسان.
ولعل إعادة نشر التقرير هذه الأيام، مرتبط كما يبدو بالجدل الساخن الذي تناول دور محمود درويش في الوعي الفلسطيني، ناقشه برنامج بثته إذاعة الجيش الإسرائيلي، مما أثار سخط ليبيرمان وغيره من رموز الحقد اليميني في الدولة العبرية.
ويدل تضمين شعر درويش ــ الإنساني حصراً ــ في مناهج الدراسة بإسرائيل منذ عام «2000» بقرار من وزير التربية آنذاك يوسي ساريد، على عقدة ذنب علنية أو مخبوءة تتفاعل في نفوس الذين اغتصبوا أرض فلسطين.
وأثار الإعلامي العاقل «جدعون ليفي»، غضب الحاخامات والمستوطنين عندما كتب يقول إنه لا مهرب من أشباح «1948»، إلى أن نعترف بأخطائنا ونعتذر عنها ونعوض المتضررين الفلسطينيين ونغير ما بأنفسنا، وإلا فإن هذه الأشباح ستظل تطل علينا وتعذبنا.
وبالعودة إلى التقرير الأميركي المسرب ــ ويظل مزعوماً إلى أن تتأكد صحته ــ فقد أعربت السي آي إيه في ثناياه عن شكوكها في بقاء دولة إسرائيل العنصرية وقتاً طويلاً قادماً. وربط واضعو التقرير اعتقادهم بكارثية قرار اليمين المتطرف شطب خيار الدولتين، مما سيقود إلى مشروع حل الدولة الديمقراطية الواحدة التي يتمتع فيها المواطن بكامل حقوقه بغض النظر عن عرقه أو قوميته أو ديانته.
وحسب التقرير فإن حل الدولة الواحدة هو الحل المنصف الذي سيلغي الدولة الاستيطانية الاستعمارية العنصرية. غير أن خطورة ما يتضمنه من مقترحات وتوقعات واستنتاجات، تحول دون اعتراف المخابرات الأميركية بأنه صادر عنها، علماً بأن أعضاء في الكونغرس مطلعون عليه ويفضلون إبقاءه سرياً، حتى لا يفجر العلاقات مع إسرائيل في هذا الوقت المبكر، كما أشار التقرير ذاته.
ويخلص التقرير إلى أنه لا حل دون عودة لاجيء «48» و«67» وهو ما يعني على أرض الواقع تدميراً لأسس الدولة اليهودية «النقية»، وإنهاءً للحصن الأخير من العنصرية وإرهاب الدولة الممارسين في العلن.
ويعتقد كاتبو هذه الدراسة المهمة والخطيرة ــ إذا ثبتت صدقيتها ــ أن عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى بلادهم، ستؤدي لرحيل مليونيْ إسرائيلي، يحمل نصف مليون منهم جنسيات غربية، إلى الولايات المتحدة، وكذلك هروب مليون ونصف المليون إلى روسيا.
ويقول القانوني الدولي «فرانكلين ترامب»، إن المصير الذي ينتظر الإسرائيليين «مكتوب على الجدار»، وإن الأميركيين لن يسيروا بعكس التاريخ إلى الأبد، ولن يواصلوا دعم التمييز العنصري الإسرائيلي، وإنهم بعد تنبئهم بسقوط جنوب إفريقيا وتفكك الاتحاد السوفياتي، يتوقعون الآن نهاية الحلم الصهيوني، غير الواقعي، في فلسطين.

بقلم : مازن حماد
copy short url   نسخ
27/07/2016
1191