+ A
A -
منذ فجر التاريخ إلى يومنا هذا كانت الدعوة الرئيسة لفلاسفة الحـب إلى زرع الحـب بين الـناس من أجل السعادة، ولو قـرأنا بإمعان ما جاءت به الكتب السماوية جميعها وآراء وأفكار معـظم الفلاسفة عـبر القرون ووقـفنا أمام خلاصة لكل ذلك لوجدنا كلمة الحب بارزة في كل مكان..

ونحن هـنا لسنا بصدد إيراد الأمثلة فكلنا لا شك يحفظ الكثير من قـصص وقصائد الحب التي تدعـو الناس إلى الحب العـذري بمعانيه السامية والمقـرون بالشهامة والشجاعـة والتضحية، وكل هـذه المعاني الجميلة تدخل في قاموس الحب ومع ذلك نرى العـداوة قائمة وإن الحب مفقود في هذا العالم، فـقلما نجد بشرا ًعـرفـوا المغـزى الحقيقي للحب..

يقول أحـدهم عـن نفسه: أعـيش أنا وابني الوحيد وهـو في سن المراهقة بعـد وفاة زوجتي رحمها الله تعالى، وأعاني في الحقـيقة من مصاعـب مالية كثيرة، وأسكن مع ابني في بيت شعـبي متواضع، ونشكو كثيرا ًمن متاعـب جمة.. وفي أحـد الأيام.. هـرب أحد أصدقاء ابني من بيت أهله وهـو بيت كبير جميل، فهو من أسرة ثرية يعـيشون في ترف..

استغـربت بصراحة ما قام به صديق ابني وتساءلت: لماذا فعـل ما فعـل ولديه كل ما يمكن أن يتمناه مراهق في مثل عمره.. فأجابني ابني بلهجة واقعـية: لكن يا والدي صحيح أن أهل صديقي يملكون منزلا كبيرا وجميلا.. إلا أن بيت صديقي يخلو من الحُـب، أما نحن وإن كان بيتنا صغـيرا ولا نملك ثروة مثل أهل صديقي.. إلا أننا نملك ثروة أهم بكثير من ثروة المال، نحن نملك يا أبي ثروة الحُـب هذا الحب الكبير يا أبي يعـوضني عـن أموال الدنيا..

إنها الحقيقة فالحب إكسير الحياة ولكن شهوات الإنسان وغـضبه وحدته وطموحه غـير المشروع الذي اسمه الجشع هـو الذي يمنعه من رؤية الحب..!

بقلم : سلطان بن محمد

copy short url   نسخ
06/04/2016
1148