+ A
A -
?تباينت الأسباب التي جعلت السيدة الأولى ميشيل أوباما تختار المغرب لخلق زخم لصالح حملة طموحة لتعليم البنات في افريقيا. زارت ميشيل رفقة والدتها وابنتيها ساشا وماليا مراكش، للترويج لحملتها، ?التي ترفع شعار «دعوا البنات يتعلمن».? عندما وصل الرئيس باراك أوباما إلى البيت الأبيض باعتباره أول رئيس أميركي من أصول إفريقية، رفع الأفارقة سقف توقعاتهم إلى أعلى حد. كانت الطموحات والأمنيات أكبر بكثير من أن تحققها إدارة أميركية جاءت لمعالجة الكساد الاقتصادي وتقليص الوجود العسكري في الخارج.?
وضعت إدارة أوباما خطة تعتمد مساعدة الأفارقة على إنتاج الطاقات البديلة مثل الطاقة الشمسية أو طاقة الرياح. كان الغرض إضاءة قرى وبلدات إفريقية عاشت في ظلام منذ قرون. أعلن باراك اوباما عن خطته خلال زيارته إلى جنوب افريقيا، مشيراً إلى أن واشنطن رصدت لها سبعة مليارات دولار مخصصة لتسهيل تأمين الكهرباء في دول افريقيا جنوب الصحراء. يومها قال البيت الأبيض إن «أزيد من ثلثي الاهالي في افريقيا جنوب الصحراء يعيشون بدون كهرباء واكثر من 85 بالمائة من سكان الارياف لا يصلهم التيار الكهربائي. ?
في ظني أن خطة «دعوا البنات يتعلمن» التي أطلقتها ميشيل أوباما من مراكش، تهدف في العمق إلى تقديم «شيء ما» إلى الدول الأفريقية قبل أن تغادر الإدارة الأميركية الحالية البيت الأبيض في يناير من السنة المقبلة.?
زارت ميشيل أوباما قبل المغرب، منروفيا عاصة ليبريا، حيث طرحت هناك خطتها حول تعليم البنات.?
تقول المصادر الأميركية إن ميشيل أوباما إختارت المغرب على وجه التحديد بعد ليبريا لأن أرقام التعليم بين الأولاد والبنات تعرف خللاً. ?
طبقاً لبيانات حكومية مغربية فإن أكثر من ثلث سكان المغرب البالغ عددهم 34 مليون نسمة أميون، هذه النسبة واحدة من أعلى المعدلات في شمال أفريقيا، مقارنة بكل من تونس والجزائر، ومعدل الأمية أعلى بين النساء حيث تصل النسبة إلى 41 بالمائة. وهناك نسبة 36 بالمائة فقط من البنات يستطعن مواصلة الدراسة بعد المرحلة الإبتدائية.السلطات المغربية أعدت برنامجاً حافلاً للسيدة الأميركية الأولى، حيث نظم لها لقاء مع 12 فتاة قروية من عدة مناطق، تحدثت اليهن بلغة واضحة راقت الجميع، حيث قالت «كان أبي وأمي يعرفان قيمة التعليم، وقدما تضحيات من أجلي، بل وقاتلا لمتابعة دروسي الجامعية على الرغم من أنهما لم يلتحقا بالجامعة، وقدم شقيقي نموذجاً لنا في الدراسة» وأضافت ضاحكة «تولد لدي اقتناع بانه طالما استطاع النجاح أنا أيضاً يمكنني تحقيق ذلك، كنت أعرف بأنني أذكى منه». وقالت مخاطبة الفتيات المغربيات»أجلس هنا الآن باعتباري سيدة الولايات المتحدة الأولى أتحدث إليكن بفضل تعليمي?».???
وخلال اللقاء دعت ميشيل أوباما «إلى تغيير نظرة بعض الشعوب التي ترى أن قيمة البنات في الإنجاب أو القيام بأعمال يدوية». وأشارت في هذا الصدد إلى أن 62 مليون فتاة حول العالم ليس لديهن إمكانية الحصول على التعليم لأسباب مختلفة «.?
يأمل المغاربة أن تكون بلادهم من أكثر الدول الأفريقية استفادة من مبادرة «دعوا البنات يتعلمن» التي أطلقت في مارس من العام الماضي.?
وبالتزامن مع زيارة ميشيل أوباما أعلن البيت الأبيض أن ?»مؤسسة تحدي الألفية «وهي وكالة مساعدات أجنبية تابعة للحكومة الأميركية، قررت رصد مبلغ 100 مليون دولار لإنفاقها على 100 ألف طالب مغربي سيكون نصفهم من الفتيات.? في حين رصدت وكالة المساعدات الأميركية مبلغ 400 مليون دولار لإنشاء داخليات للبنات في مناطق ريفية. ??
المغاربة كانوا سعداء بزيارة ميشيل أوباما لأسباب سياسية أيضاً، على الرغم من أنها لم تلتق مسؤولين حكوميين.?
حيث استقبلت من طرف الأميرة سلمى زوجة الملك محمد السادس، التي استضافتها على مائدة إفطار رمضاني.?
كانت العلاقات المغربية الأميركية عرفت هزة غير مسبوقة في الآونة الأخيرة عندما وقفت واشنطن إلى جانب بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة، الذي تعرض? لأعنف توبيخ علني من طرف الرباط، حين وصف الوجود المغربي في الصحراء بانه «احتلال»، وقتها طالبه المغرب بالاعتذار ورد على تصريحاته بطرد بعض أعضاء البعثة الأممية في الصحراء، التي تعرف باسم «المينورسو». ولأول مرة استدعي السفير الأميركي في الرباط وسلمت له مذكرة «شديدة اللهجة» حول موقف بلاده من قضية الصحراء، والذي أعتبر في المغرب بمثابة «طعنة من الخلف».
يعتقد المغاربة الآن أن زيارة ميشيل أوباما فتحت كوة في جدار، وهي على الرغم من طابعها غير السياسي، لكنها ارتبطت بتقديم مساعدات مالية مهمة، وتلك إشارة إلى أن بلادهم ستبقى «حليفاً تقليدياً» في المنطقة.
هذا بالضبط ما يريده المغاربة.

بقلم : طلحة جبريل
copy short url   نسخ
02/07/2016
2883