+ A
A -
زميلنا الحبيب المحبوب محمد جوهر المسلماني يحب الرياضة وكرة القدم ويعتبر موسوعة في شؤون الرياضة كل صغيرة وكبيرة ملم بها وينافس في ذلك قناة الكأس كما أنه يحب الأغاني الطربية وترديد الأمثلة القديمة وكثيراً ما أسمعه يردد (من كشخته الناس حبته) وهو مصيب فالجمال يحيط بنا على مد البصر، صفاء السماء، وإشراقة الشمس، وتلألأ النجوم، جمال الورد وتعدد ألوانه، جمال النخلة والسدرة والنبتة والشتلة والبساط الأخضر والشروق والغروب والصباح ووجوه الملاح، وزرقة البحر والسماء وحركة الأمواج وصوت ارتطامها بصخور الشاطئ، جمال على جمال لماذا لا نتعلم منها ونستقي منها الجمال؟ صنع الله الذي أتقن كل شيء صنعه سبحانه جمال وإتقان وإبداع الذي أحسن كل شيء خلقه الأحياء في البحار والأحياء على الأرض حسن وتناسق وكمال هذا ما نبصره وما لا نبصره فكثير وكله إحسان وإتقان، ما أجمل الصائم وهو يراقب الله في السر والعلن، ما أجمل المصلي وهو يقف على سجادة صلاته، ما أجمل المسلم وهو يناجي ربه، وما أجمل المؤمن وهو يردد تسبيحاته وأذكاره، ما أجمل المحسن وهو يتبرع وينفق ابتغاء مرضاة الله وهو يحسن للغير، وما أجمل الإنسان الذي يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، وما أجمل الموظف الذي يؤدي واجبه على الوجه الأكمل، وما أجمل تلك الزوجة التي يرفّ قلبها لزوجها وما أجمل الزوج الذي تجيش مشاعره في حضور زوجته، الذي يعشق الجمال ومغرم به هو إنسان حساس رهيف الحس رفيع الذوق لأنه يقدّر الجمال و(الكشخة) والحسن والكمال، ما أجمل تلك الحورية وهي ترمقك أو تناظرك بعينين متألقتين وتخاطبك بصوت مبحوح فيه بحة ورنة وزنة ودنة وعلى وجهها ابتسامة حلوة ما أجملها وما أحلاها، الجمال كم تسامر فيه العشاق وتسابق فيه الشعراء وأبدع فيه الكتاب وحملة الأقلام، إن الجمال له مقاييس وتحقيقها بتوفيق من الله. إنه يروق للعشاق والأدباء والشعراء والظرفاء يقول أحد الشعراء الناطقين بالحكمة: أيها الشاكي وما بك داء.. كن جميلاً ترى الوجود جميلا وفي العشر الأخيرة نعيش الجمال وكل ما فيها جمال قراءة القرآن ومضامينه نتلمس منها الجمال الدفاق والرقراق وليلة هي هبة من الله للخلق وجائزة تدفع بهم نحو النور نحو الله الجميل الجليل المتعال.
من كشخته الناس حبته نتمنى أن تسود بدلا من «من حنته الناس عضته» مثلاً أو «من ردة فعله الناس كرهته»، إن الأمثال الجميلة فضفضة تنفض غبار التشاؤم وغبار اليأس والهموم، تلذذوا بالجمال وتذوقوا الحلال وترفقوا بأم العيال وانشدوا اليامال بعيداً عن ضجيج الخلافات ومعارك الصدامات وغبار الدسائس والوشايات، إن جمال التفاؤل والأمل يملأ قلوبنا بالحياة ويسعدنا ويمنح قلوبنا الانفراج والانشراح في المساء والصباح متمنياً صباحاً جميلاً لكم وكل عام وأنتم إلى الله أقرب، دمتم سالمين، دمتم بود.
وعلى الخير والمحبة نلتقي.

بقلم : يعقوب العبيدلي
copy short url   نسخ
01/07/2016
1004