+ A
A -
وافقت لجنة الأمن في الحكومة الإسرائيلية يوم أول أمسٍِ الأربعاء على إتفاق المصالحة مع تركية..وكانت كلٌّ من أنقرة وتل أبيب قد احتفلتا في وقتٍ سابقٍ من الأسبوع الماضي،بالتوقيع على مسوّدة هذا الإتفاق الذي ينهي ست سنواتٍ من أزمةٍ ديبلوماسيةٍ نشبت جرّاء قيام وحدةٍ من قوات الكوماندوز الإسرائيلية بالاعتداء على مركبٍ تركيٍّ،كان متوجّهاً إلى ميناء غزة في مايو 2010،وذلك في مظاهرةٍ،قُصد بها لفت أنظار العالم إلى حصار القطاع،ورفع المعاناة عن سكانه،ولقي تسع بحارةٍ أتراك مصرعهم جرّاء ذلك العدوان.
وعقب الإحتفال بالتوقيع على الإتفاق،أجرى رئيس الوزراء الإسرائيلي «بنجامين نتانياهو» اتصالاً هاتفياً والرئيس القبرصي «نيكوس أناستاتيديس» أبلغه خلاله،أن التطبيع مع تركية،لن يكون على حساب علاقات الصداقة القائمة بين تل أبيب ونيقوسيا.ومن جانبه أعلن الرئيس التركي «رجب طيب أردوغان» استمرار معارضة بلاده للممارسات الإسرائيلية في كلٍّ من القدس،وساحة المسجد الأقصى.
ومن غير المحتمل أن تعود العلائق إلى ما كانت عليه بين الجانبين قبيل حادث الباخرة «مرمرة»،فإن ست سنواتٍ من المرارة بين إسرائيل وتركية(التي كانت تعتبر أكبر حليفٍ لها في المنطقة ) تركت آثارها السلبية على العلاقة بين الجانبين،ولا يتوقع مراقبون في تل أبيب أية مغانم سوى تحسّنٍ في العلاقة الاقتصادية،وبخاصةٍ،فيما يتعلق بصفقة الغاز الطبيعي بين الجانبين.
ومن ناحيةٍ أخرى،فإن هناك إشارةً إلى إمكان إيجاد إنفراجٍ حول الأوضاع في قطاع غزة،فإسرائيل ترى في الحكومة التركية،المتعاطفة مع حكام القطاع،وسيطاً لتقريب وجهات النظر معهم،إذ بإمكان تركية نقل بضائع لسكان القطاع المحاصر،عبر ميناء أسدود شمال القطاع،غير أن دوائر في تل أبيب،تصر على وجوب تخلي أنقرة عن مطالبها برفعٍ كاملٍ للحصار المفروض على القطاع.
ومما يبعث التفاؤل في الأوساط الإسرائيلية جرّاء هذه الخطوة،ما وعدت به تركية من إغلاق المقر الدولي لحركة حماس في الأراضي التركية..غير أننا لا نستطيع التفاؤل حول رفع المعاناة عن سكان القطاع المحاصر ما بقيت النظرة إليه على أنه يتمتع باستقلالية عن السلطة الوطنية الفلسطينية التي جاءت للقطاع والضفة الغربية مجتمعيْن بموجب تفاهمات أوسلو العتيدة..
ما زلت أغني:
با ليالي القاهرة..
عودي،فنحن العاشقون،وأنتِ أنتِ الساهرة
أنتِ التي صنع الرجال رحيقها،فغدوتِ روحاً ثائرة..

بقلم : حسن شكري فلفل
copy short url   نسخ
01/07/2016
1594