+ A
A -
تعمل الكثير من المؤسسات على تقنين المصروفات، لمواجهة الفترة المقبلة التي تتطلب من الجميع أن يتحملوا المسؤولة للوقوف صفا واحدا مع الدولة لتواصل خطط التنمية بتؤدة وحكمة وتريث.. وكان من بين الاجراءات هو وقف الترهل الوظيفي والتخلص من العمالة الفائضة التي اثقلت كاهل العديد من الاجهزة، حتى بت ترى اربعة موظفين يقومون بعمل واحد بالتناوب على مدار الست ساعات من العمل اليومي.. كما ان هناك وظائف لا داعي لتعيين احد عليها.. فتجد في عدد من المؤسسات موظفين يرتدون ربطات العنق مهمتهم ارشاد الناس على الاجراءات وعلى الغرف.. وهي وظيفة استحدثت منذ سنتين أو ثلاث واسندت إلى شباب اجانب.. وكانت تقوم به موظفة قطرية واحدة من قبل..
موظفون وموظفات عمال وعاملات تم تعيينهم في مؤسسات في فترة من الزمن شهدت فيها الدولة نموا وصف بأنه الأكبر والأعلى اقليميا ومحليا وعربيا ودوليا، وبات هذا الكم عبئا على موازنات المؤسسات مع بدء التقنين في ظل الظروف الاقتصادية التي يشهدها العالم وكان القرار- هو الاستغناء عن العمالة الفائضة- وهو قرار ليس سهلا على من أصدره وعلى من يعنيه.. حالات تم الاستغناء عنها وعليها قروض لبنوك وسيارات وايجارات وجدت نفسها في مهب الريح، واصعبها حالات في معهد النور الذي تم الاستغناء عن معلمين ومعلمات من ذوي البصيرة وبكوا بحرقة مكفوفين وجدوا انفسهم بلا عمل ولا مستقبل لهم ولأولادهم لكنه أمر كان لا بد منه.. كما ان التخلص من المؤسسات غير الربحية وغير المنتجة والتي تعتبر مؤسسات ترفيه وليس لديها أي مردود مالي لا من قريب ولا من بعيد.. هو أمر ضرور أو تجميد انشطتها مؤقتا والاستغناء عن الاعداد الهائلة من موظفيها يأتي في الطريق الصحيح..
الكل شهد وكثيرون غنموا خلال السنوات الماضية.. وجاء الزمن الذي عليهم أن يتحملوا لا بل ويقدموا ما يساعد على مواجهة الظروف الصعبة التي تمر بها ليس قطر وحدها بل المنطقة كلها والعالم اجمع..
لقد عايشت فترة أواسط التسعينات، وتقبل الجميع تجميد الترقيات وتخفيض رواتب واجتازت البلاد الصعوبات وارتقت بإنسانها ومقيمها.. نتطلع إلى ذلك، مع نظرة عطف لأهل معهد النور.
بقلم : سمير البرغوثي
copy short url   نسخ
30/06/2016
1215