+ A
A -
كان المؤتمر الصحفي الذي عقدته الناطقة بلسان وزارة الخارجية الروسية «ماريا زخاروفا»، أقرب إلى نعي الدولة السورية منه إلى أي شيء آخر محدد في هذا اللقاء الإعلامي الهش الذي فضح الوضع في ذلك البلد بالحقائق والأرقام.
ولا نظن أن نظام بشار الأسد كان بحاجة إلى هذا المؤتمر الصحفي بعد ساعات فقط من توجيه القضاء الفرنسي الاتهام إلى عمه رفعت الأسد باختلاس مئات الملايين من الأموال العامة السورية ـ قبل الثورة ـ في توريط جديد لعائلة الأسد ـ الوحش سابقاً ـ في سرقة البلد ونهبه المستمرين منذ أول يوم اغتصب فيه حافظ السلطة هناك، وقذف الدولة نحو الصوملة.
لم تقصد زخاروفا أن تحرج بشار وهي ترسم هالة مرعبة حول عمليات داعش والنصرة في إرهاب المدنيين، كاشفة عن أن الأمر وصل لاستخدام مواد سامة في هذه العمليات الإرهابية. لكن الحرج وقع ليس على دمشق وحدها وإنما على موسكو نفسها بعد أن اعترفت الناطقة الروسية بكل وضوح بأن الهدنة التي ابتكرها الروس في سوريا ساقطة تماماً، مستجدية الفصائل المسلحة كافة احترام وقف إطلاق النار!
لا أحد حتماً سيستجيب، خاصة بعد أن أظهرت الناطقة الروسية ضعف حكومتها وهي تُفصل الانتهاكات والاستفزازات وأرقام القتلى، وتنقل عن صحف لبنانية خبراً(!) عن شن مقاتلي داعش هجوماً على القوات السورية الرسمية باستخدام قذائف تحوي سموماً كيماوية.
بدت المسكينة زخاروفا وهي تعدد وتندد، ممثلاً لدولة عاجزة ـ لا دولة كبرى ـ ولدولة اختصرت الوضع السوري بأنه بائس. كيف لا يكون الوضع بائساً وعدد المحتاجين إلى المساعدات في الأراضي السورية وصل إلى «13.5» مليون مواطن أغلبهم نازحون شردوا داخل سوريا، بحسب ما أعلنت الناطقة بلسان لافروف؟!
وأسهبت الناطقة الروسية في الحديث عن جهود الإغاثة في مئات البلدات والقرى المحاصرة من كل الأطراف المسلحة وبشأن إطلاق حملات إنسانية من الجو والبر، ومناشدة المجتمع الدولي أن يرفع العقوبات عن نظام بشار حتى يساعد في الجهد الإغاثي وإنقاذ الصناعات الدوائية المدمرة، وتمكينه من إحياء القطاع المصرفي المتوقف عن الحركة الدولية تماماً!
عرضت موسكو عبر زخاروفا المأساة الكارثية التي تعيشها سوريا، غير أنها لم تقدم شيئاً جديداً على صعيد الحل الذي تكفلت به وزادته تعقيداً بدل وضعه على سكة التسوية، باستثناء إعلان وزارة الخارجية عن استضافة «رمزي رمزي» مساعد المبعوث الدولي دي مستورا، في الوزارة، لبحث إمكانية استئناف الحوار الداخلي السوري، التي تبدو في الواقع غير واردة على الإطلاق، فما بالك بحوار جنيف المتجمد جراء برودة تفوق برودة سيبريا؟!
تنويه
سقطت من مقالي أمس فقرة حول تمويل تركيا مشاريع خدمية في قطاع غزة تشمل مستشفى بكلفة «80» مليون دولار، وإنشاء محطة كهرباء وأخرى لتحلية مياه البحر، في إطار الاتفاق مع إسرائيل. وكان لغياب الفقرة تأثير سلبي على متن المقال، مما يستدعي الأسف والتنويه.

بقلم : مازن حماد
copy short url   نسخ
30/06/2016
1528