+ A
A -
يقول لي أحد الأعزاء الأحباب: نبغي سطوراً حلوة، ترد لنا الروح، وتنعنشنا بعيداً عن فيروس كورونا، نبغي سطوراً تخرجنا من الكآبة والضيق والخوف والحذر والملل، نبغي سطوراً ترد الروح، تسعدنا، فيها اللطف، فيها الأنس والفرحة، نريد سطورا تلطف حمى الانفعالات، وتخفف حالاتنا النفسية المرهقة، نبغي سطوراً خفيفة الظل كوميدية بعيداً عن أخبار كورونا، وتقاريرها المرعبة، وتقاريرها المؤسفة، نحتاج سطورا ظريفة خفيفة، لا كالدرس في «حصة»، بل في طعم الآيسكريم، نبغي نضحك، نبغي نفتك من كورونا وربعه، الناس انحطت في ظرف استثنائي، في عزل في حجر منزلي، وأغلبنا ملتزم به والحمد لله، ولكن هناك من اعتادوا التواجد مع الناس، وسط الناس، ما اعتادوا «الحكرة» في البيوت، اعتادوا التزاور، يرون في ذلك من وجهة نظرهم نوعا من إشباع النزعة الاجتماعية لديهم، لذلك علينا أن نقنعهم بأن الظرف الاحترازي هذا وقتي، وليس مستمراً إلى ما لا نهاية، وعلينا أن نوفر لهم ما يسعدهم من مادة إعلامية، وترفيهية، وترويحية، دامهم في البيت، ملتزمين بإجراءات الحكومة الموقرة. أحد هؤلاء يسأل صديقه، كيف تقضي وقتك مع الحجر المنزلي؟ شتسوي في البيت يومياً؟ فجاوبه: أشتغل في الاستيراد والتصدير، فقال له كيف! فرد عليه: أستورد رسائل الواتساب من جروب، وأصدرها للجروب الثاني وهكذا، ويقول الآخر: أقضي وقتي بمشاهدة «توم آند جيري»، ويقول غيره: «دخلت على زوجتي في المطبخ وهي تقشر البطاطس، فحبيت أمزح معها، وأحسسها باهتمامي بها، فقلت انتبهي تجرحين يدك بالسكين، فردت عليه -بخبث النساء- ليش داخل عليّ النبي يوسف عليه السلام! يقول معلقاً: حينها حسيت بدوخة وطلعت من المطبخ! الطريف أن أحد الأزواج تصادم مع زوجته وزعلت عليه! بسبب نقاش دار بينهما، سبب خروج آدم من الجنة، وعند النوم قال لها: تصبحين على خير يا «فيروس» فردت عليه على الفور: «اسمي فيروز يا زفت!» يقول حينها آثرت السلامة والنوم حتى أجنب نفسي «قرقعة المواعين والصحون» في الليل، نحن نقول من الملل والروتين و«الحكرة» أحياناً ممكن أن تتلاطم أمواج البيت، وترتفع وتيرة الخلافات ! ولكن كل هالأمور تعدي، بقليل من كسر الروتين والضحك والابتسام واللطف في التعامل بالتي هي أحسن، علينا أن نتحرر من الأخبار السيئة والاتصالات الضاغطة، والأفكار السلبية المقيدة، نلتزم بورد يومي من القرآن والأذكار والصلاة بأنواعها، نجلس في الحديقة، نقرأ، نشاهد فيلما، نستمع لتسجيل يثرينا، نستمتع بوقتنا داخل البيت بالطريقة التي نراها مناسبة، رياضة، وجبة، عصير، فاكهة، لاتيه، كابتشينو، استرخاء، نغير الأماكن، نكسر الروتين، ونعيش لحظاتنا وأوقاتنا وحياتنا صح، بأنفاس جديدة، ونظرة جديدة، وأسلوب جديد، حتى ننعم بالسعادة في الدارين.
وعلى الخير والمحبة نلتقي
بقلم: يعقوب العبيدلي
copy short url   نسخ
04/04/2020
4891