+ A
A -
تمثل زيارة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر إلى تونس عنوانا على أكثر من مُعطى إقليمي ودولي، كما تشكل الزيارة في هذا الظرف الخاص قطريا وتونسيا وعربيا تواصلا لنسق من العلاقات الخارجية التي نجحت الدوحة في صياغتها وبناءها خلال العقود الأخيرة رغم كل الهزات والأزمات والحصار.
تمرّ تونس اليوم بأزمة سياسية حادة تعطل مسارها الانتقالي بعد أن فشلت في تشكيل الحكومة كما تشهد البلاد أزمة اجتماعية خانقة جراء تعطل المصالح الاقتصادية وفشل الحكومات المتعاقبة في الحدّ على الأقل من النزيف المالي الذي تعاني منه البلاد. من جهة أخرى تعرف البلاد تهديدات أمنية على شريطها الحدودي خاصة من جهة الجنوب حيث تنشط بعض الخلايا على الحدود الليبية بدعم من عرابي المشروع الانقلابي في المنطقة، رغم ذلك نجحت تونس في تجنب السقوط في الفوضى وأنجزت أكثر من موعد انتخابي واحد بكل نزاهة وشفافية وهو ما يعتبر مقارنة بما يحدث في المنطقة مكسبا عظيما.
لم تكن الدوحة منذ بداية المسار التونسي بعيدة عن المشهد بل قدمت لتونس كل أنواع الدعم المادي والمعنوي والدبلوماسي وراهنت على نجاح الثورة التونسية وعدم سقوطها في الفوضى، لا يقتصر الأمر فقط على المساعدات العينية والودائع البنكية والمشاريع التي أنجزت في تونس بل إن الإسناد السياسي الذي عرفته ثورة تونس في مواجهة المشاريع الانقلابية وتمدد الفوضى كان للدوحة دور كبير في تحقيقه.
في هذا الإطار تتنزل زيارة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر إلى تونس حيث تحمل الدوحة اليوم أهم عناصر الدعم للمسار الانتقالي التونسي بعد أن حوّلت قطر ديون تونس إلى مشاريع استثمارية، هذا الدعم يأتي في سياق اقتصادي واجتماعي حساس وهو يمثل بالنسبة لتونس جرعة من الأوكسجين التي تسمح لها بتجاوز الأزمة التي تعيشها.
خلال الزيارة أكد صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر، والرئيس التونسي قيس سعيّد ،على عمق العلاقات الثنائية بين البلدين وعلى توافق الرؤى بين القيادتين حول الملفات الإقليمية الحساسة وعلى رأسها الملف الليبي، كما أعلنا عن الاستثمارات القيمة التي تستهدف المناطق المحرومة في تونس للحد من التفاوت بين الجهات .
بقلم: محمد هنيد
copy short url   نسخ
27/02/2020
1471