+ A
A -
بقلم ريم العبيدلي- تشكيلية قطرية
الحضور المميز للفنانين التشكيليين الشباب خلال احتفالات الدولة باليوم الوطني وأيضا خلال فعاليات معرض الدوحة الدولي للكتاب يثبت أن الفنانين الشباب كانوا بحاجة ماسة فقط لمن يمنحهم الفرصة ويهيئ لهم مناخا مناسبا للإبداع، وهو ما فعله السيد سعادة صلاح بن غانم العلي وزير الثقافة والرياضة الذي يسعى جاهدا نحو تمكين الشباب في كافة المجالات، وهورئيس اللجنة المنظمة لاحتفالات اليوم الوطني للدولة، والتي كان للتشكيل فيها حضور كبير بدرب الساعي حيث جذب التشكيل الأنظار بشدة، ومن أجل هذا علينا أن نتوجه بالشكر لسعادة الوزير الذي يؤمن بقدرات الشباب ويتيح لهم الفرصة لإظهار قدراتهم الإبداعية.
من ناحية أخرى علينا أن نشيد بالفنانين الشباب الذين أظهروا قدرتهم على تحمل المسؤولية والظهوربأفضل شكل خلال العديد من الفعاليات، ونجحوا في أن يكون للتشكيل كلمة فاعلة يلتف حولها الجمهور، ففي درب الساعي شاهدنا بعض الفنانين وهم يرسمون للجمهور مباشرة ويقدمون لهم العديد من الموضوعات ذات العلاقة باليوم الوطني ليتضح جليا دور الفن في تعزيز وترسيخ روح الانتماء والتكاتف بين أبناء المجتمع، وأيضا لا يستطيع أحد أن ينسى دور الحركة التشكيلية في أزمة الحصار حيث ضرب بالفنانين وغالبيتهم من الشباب أروع الأمثلة وقدموا ابداعات كثيرة وكان لهم دور كبير في التأثير على الشارع من أجل تجاوز الأزمة.
ومنذ عدة أيام أسدل الستار على فعاليات النسخة الثلاثين من معرض الدوحة الدولي للكتاب والذي شهد حضورا كبيرا للفن التشكيلي حيث زينت أعمال الفنانين الشباب أروقة معرض الدوحة للكتاب وعانقت ألوانهم ومشاهدهم البصرية عناوين الكتب، في تجربة مميزة، شهد فيها معرض الكتاب أكبر مشاركة للفنانين التشكيليين وأوسع منصة عرض لأعمالهم، فكان لهم أجنحة مخصصة لكل فنان ليقدم أعماله من خلالها في حالة من التفاعل مع زوار المعرض لتتعانق الريشة والقلم ليشكلا حوارا متصلا ينبئ بأن الثقافة كيان متصل يكمل بعضه البعض وأن الشباب هم القوام الرئيسي الذي يمكن الاعتماد عليه.
ونعود لذكر الفنانين الشباب ودورهم الكبير في النهوض بالحركة الثقافية للبلاد لندرك أن ما نشاهده الآن من حراك إيجابي، قضى تماما على اشكالية أزلية كانت موجودة لدى جيل الشباب من المبدعين حينما كان لا يراهم أو يلتفت لهم أحد، وكان جل الاهتمام منصب على جيل الرواد وكانوا أن أتوا بجديد يقال أنهم مغرورون وان لم يحركوا ساكنا قالوا متقاعسين! لذلك فنحن عندما نصل إلى مرحلة نرى فيهاتناغما بين الجيلين وتهدأ حدة الإحتقان بينهما،ويصبح الأمر تكاملي ونرى التعاون جليا وواضحا فلا بد أن نسجل إعجابنا بكل من يقف خلف هذا الإنجاز سواء من الفنانين الشباب الذين ركزوا كل اهتماماتهم على أن يعملوا ويبدعوا في حب الوطن ولخدمة الحركة الفنية، أو من المسؤولين الذين أدركوا قيمة الفن والفنانين وعملوا على تهيئة المناخ المناسب لازدهار الإبداع.. فشكرا للتشكيليين الشباب على ما تبذلون من جهود، وأتمنى ألا تتوقف مشاركاتكم الفاعلة في كافة الأحداث الهامة وشكرا لوزارة الثقافة التي تستوعب طموحات الفنانين وتترجم امالهم على أرض الواقع ونتمنى استمرار هذا الحراك الشبابي الفني الواعي لنمضي قدما بسفينة الفن القطري إلى وجهتنا الصحيحة التي رسمتها لنا قيادتنا الحكيمة.
copy short url   نسخ
23/01/2020
35546