+ A
A -
في مثل هذا اليوم من العام 1991م وُلد الليتواني «لوكاس يلا» وفي العام 2016م هاجر إلى أميركا بحثاً عن فرصة عمل هناك!
كان لوكاس متأكداً أن التنافس الشديد على الوظائف التقنية في سان فرانسيسكو سيجعل فرصة حصوله على مقابلات عمل شبه مستحيلة، فقرَّر أن يكون مُبتَكِراً، ويُفكِّر خارج الصندوق!
تنكَّر لوكاس في زي رجل بريد، وقام بتوصيل سيرته الذاتية لعدة شركات مُخبَّأة في «علب دونات»، كل علبة باسم الشخص المسؤول حتى يتأكَّد من وصولها إليه، وكتب عليها من الداخل: مُعظم السِّيَر الذاتية تنتهي في القمامة، سيرتي الذاتية ستنتهي في معدتك!
في اليوم التالي حصل لوكاس على عشر مُقابلات للعمل!
أحياناً على المرء أن يُغيِّر أسلوبه ليصل إلى مبتغاه، الأساليب المُكرَّرة تجعل من الجميع نسخة واحدة، وهكذا يذهب الصالح بعزاء الطالح، فالكثير من السِّيَر الذاتية التي تُرسل فيها مبالغات تجعلك تعتقد أن الشخص يصلُح لإدارة المجموعة الشمسية لفرطِ ما كتب عن قُدراته وإمكاناته بينما على أرض الواقع لو التقيْتَهُ وكنتَ تبحث عن راعٍ لخمسة خِراف ما أوكلتَ له مهمة رعايتها!
الكثير من الكلام كان من المُمكن أن يصل إلى القلب، لو قِيل بطريقة أخرى، وفي هذا يقول مارك توين: لو قلتَ إن نصف العالم لصوص لغضب منك الجميع، ولو قلتَ نصف العالم ليسوا لصوص فلن يغضب منك أحد، مع أن المعنى واحد!
رأى ملك في منامه أن أسنانه سقطت بين يديه، فأحضر مُعبّراً، فقال له: سيموت جميع أقاربك وأنتَ تنظر إليهم! فأمر الملك بسجن المُعبر!
وأحضر ثانياً، وقصَّ عليه رؤياه، فقال له: سيموت جميع أقاربك وأنتَ تنظر إليهم! فأمر بسجنه أيضاً!
فأحضر الثالث، وقص عليه رؤياه، فقال له: رؤيا جميلة يا مولاي ستكون أطول أهلك عمراً!
فشعر الملك بالسعادة، رغم أن التأويل هو نفسه، فما دام سيكون أطول أهله عمراً فلا بد أن يموتوا قبله!
بقلم: أدهم شرقاوي
copy short url   نسخ
27/12/2019
2025