+ A
A -
يقولون (الحب أعمى) بمعنى إفراطك في حب شخص ما يفقدك السيطرة على نفسك فتتصرف وكأنك مهووس به مغرم به ذايب فيه، لا علم لك ولا دراية بما يدور حولك أو ماذا يقول عنك أو ماذا يخطط لك لأن حبه غلبك وصرعك.
هذا شاب جاءني من قريب مهيض الجناح فاقد للتدبير قليل الحيلة تبدو عليه علامات الصلاح والطيبة والتسامح يحكي لي قصته مع من يحب ويسألني الرأي بحكم الزمالة في العمل وكيف يتصرف ويفعل، يقول أحبها وتزوجها وأنجب منها البنات والولد وفجأة وقع أبغض الحلال برغبتها دون رغبته وبحكم المحكمة وبإيعاز من البعض الذين لم يرقبوا بالأسرة وأطفالها إلاً ولا ذمة قطعوا العلاقة بين الزوجين قسراً وضيعوا الأطفال! قاتلهم الله أنى يؤفكون قبحهم وقبح مسعاهم وفعلهم! يقول رغم كل شيء لا زلت متعلقا بها ولا تهون علي تلك السنوات واللحظات والأمسيات والهمسات واللمسات لا أعلم سبب تعلقي بها ولا أعلم سبب حبي لها ولا أعلم لماذا هي بالذات! ولكن ما أعلمه هو أنني دائماً أشتاق إليها! لكن...؟ كلما أفعل معها الزين تبادلني بالشين! أذكرها بالخير تذكرني بالشر! قاعدة في حضني وتنتف لحيتي! أقدم لها المعروف واعشيها كباب خروف! واعاملها بلطافة واعشيها كنافة وهي لاحمداً ولا شكورا! صدود ونكران وكبر وجحود! وبالتتابع لا تذكرني بالخير وتزيد! وكلما أحسنت المنطق أساءت الرد! يقول كم مرة صعد الدم إلى رأسي ولكني أطفئ جمرة الغضب بالإحسان وهو ضد الإساءة وثمنه الجنة وحور العين ومن أجلهن نصبر على حماقات حور الطين! والمحسن قريب إلى الله احسنوا إن الله يحب المحسنين الإحسان للناس كالمسك ينفع حامله وبائعه ومشتريه قال الإمام ابن القيم رحمه الله (( من رفق بعباد الله رفق الله به ومن رحمهم رحمه ومن نفعهم نفعه ومن أحسن إليهم أحسن الله إليه ومن جاد عليهم جاد الله عليه ومن غفر زلاتهم غفرت زلاته ومن عامل خلق الله بصفة عامله الله بتلك الصفة بعينها في الدنيا والآخرة فالله لعبده حسب ما يكون العبد لخلقه والقول المأثور يقول (اتق شر من أحسنت إليه بالإحسان إليه ) يقول كم آذوني الناس في نفسي وفي كرامتي وقالوا إنساها تناساها تزوج بأخرى غيرها مثنى وثلاث ورباع لدرجة الصداع، ثم قال ولكني أحبها رغم أنها آذتني وأساءت إلي، ثم ناظرني وأخذ ينظر إلى الأسفل ثم قال لكني أحبها! نعم أحبها، فأخذت أردد حسبي الله ونعم الوكيل! وهنا تذكرت مقولتين الأولى لغوار الطوشي في مسلسل صح النوم (ملعون أبو الحب شو بيذل) والثانية للشاعر والأديب اللبناني ميخائيل نعيمة حينما يقول (( يقولون الحب أعمى وذلك خطأ، بل الحب مبصر ولكنه يرى بعين الجمال فيرى كل شيء جميلاً، لذلك كان الحب خلاصة الحياة، فمتى أحب الناس الناس تقلصت عنهم كل ظلال الشناعة فرأوا كل مافيهم جميلاً ومتى رأى الناس كل ما فيهم جميلاً عرفوا الحب ومتى عرفوا الحب عرفوا الحياة)) رائعة تحتاج تأملا.
يقول الشاب وهو يبتسم: الصلح بعد العداوة أحلى من الحلاوة وخاطري في الحلاوة.
وعلى الخير والمحبة نلتقي.

بقلم : يعقوب العبيدلي
copy short url   نسخ
26/06/2016
1030