+ A
A -
حذرنا مثلما حذر غيرنا، بما في ذلك الأمم المتحدة ذاتها، من عواقب مشاركة «17»
مليشيا شيعية مسلحة ومتطرفة، على رأسها «الحشد الشعبي» المشهور عالمياً بوحشيته الطائفية، في عمليات ما يسمى تحرير الفلوجة في محافظة الأنبار العراقية.
وما تم التحذير منه وقع، كان الذين أطلقوا التحذيرات، يدركون أن المليشيات الشيعية قادمة إلى الفلوجة ليس فقط لذبح سُنة المدينة، ولكن لإشاعة الرعب في المجتمعات السُنية والتأكيد لها بالدم أنها مرفوضة، وأن العراق ستحكمه الطائفة الشيعية، وليس السُنة الذين حكموه منذ مئات السنين، وكان آخر حاكم سُني لهم هو صدام حسين.
لست هنا مدافعاً عن صدام، وإنما أود التأكيد بأن التطهير العرقي الشيعي الجاري للسُنة بطلب مباشر من طهران يمثل استراتيجية منهجية مطبقة منذ الغزو الأميركي ـ البريطاني عام «2003». وقد عمل الحاكم الأميركي للعراق «بول بريمر» وكبار الجنرالات المساعدين له، على اجتثاث الشبكة السُنية الحاكمة سواء حزب البعث ذاته، أو القوات المسلحة التي تم حلها.
لسنا نحلم ولا نفتري على إيران، فهي دولة ذات أطماع توسعية تعترف بها هي نفسها من خلال إيفاد الحرس الثوري والقائد العسكري الأول في إيران قاسم سليماني الذي يتنقل بين سوريا والعراق لينفذ أوامر طهران وقم.
وكذلك فإن الكراهية الإيرانية الرسمية للسُنة ليست مجرد دعاية أو فرية صحفية، وما حدث في الفلوجة هو إبادة جماعية بكل ما تعنيه الكلمة. وكما قال المتحدث بلسان مجلس شيوخ عشائر السُنة هناك «فايز الشاووش»، فإن «35» ألف نازح سُني من الفلوجة محتجزون على أيدي المليشيات الشيعية، وان تحرير المدينة المزعوم من قبضة داعش هو مخطط لم يعد خافياً على أحد، للسيطرة الشيعية على الأنبار التي تمثل المعقل السُني الأهم في العراق.
وكان واضحاً من تصريحات الكثير من قادة المليشيات الشيعية التي شاركت في اقتحام الفلوجة بالتناغم مع حيدر العبادي ـ المتواطئ أصلاً ـ أن الهدف هو تقتيل السُنة وبث الرعب في نفوس البقية منهم، رغم الاحتجاجات الدولية على مسلك الحشد الشعبي والمليشيات الـ»16» الباقية.
وحسب التفاصيل المتوفرة الآن بعد انتهاء المراحل الرئيسية من احتلال الفلوجة من قبل الشيعة، فان تلك المليشيات الإرهابية أحرقت حوالي «400» سُني وهم أحياء وقطعت رؤوس «17» شخصا بقرية المختار شمال الفلوجة وهو ما أكده مجلس محافظة الأنبار.
وتحدث الشاووش عن أساليب تتبعها المليشيات المذكور، وتتماثل مع الطرق الإيرانية المطبقة في عمليات الحرس الثوري الإرهابية، وعن احتجاز الـ»35» ألف سُني الوارد ذكرهم بحجة التحقيق معهم، من منطلق اعتبار الشيعة أي سُني في الفلوجة داعشياً حتى يثبت العكس.
ونرفض بشدة التعامل مع جرائم الحشد الشعبي الإرهابي وبقية المليشيات، على أنها مجرد تجاوزات أو انتهاكات محدودة أو خروقات، بل هي تدخل في إطار برنامج معتمد من نظام الملالي لفرض النفوذ الشيعي.. وهذا التطهير العرقي والطائفي ينفذ بسرعة فائقة، وبعلم أميركا والأمم المتحدة، كما جرى لمدن سُنية أخرى.
بقلم : مازن حماد
copy short url   نسخ
26/06/2016
1704