+ A
A -
حسان يونس
كاتب سوري
انعقدت النسخة التاسعة من مؤتمر القمة العالمي للابتكار في التعليم «وايز 2019»، في الدوحة مؤخرا، تحت عنوان: «لنتعلم من جديد - ما معنى أن تكون إنسانا».
وخلال أكثر من «150» جلسة، ركز المؤتمر على مناقشة اتجاهات التكنولوجيا التعليمية العالمية وتأثيرها على الابتكار، بالإضافة إلى كيفية إعادة تعلم المهارات التي تُمكّن المجتمعات من النهوض في مجال التعليم.
وألقى الرئيس أرمين سركسيان رئيس جمهورية أرمينيا، كلمة رئيسية خلال حفل الافتتاح، ومما قاله فيها: «يعد التعليم الركيزة الأهم في حياتنا، فالتعليم للجميع، ولهذا أتطلع إلى اكتساب مزيد من المعرفة والحكمة من خلال هذا المؤتمر».
الذين استوقفتهم كلمة الرئيس الأرميني معهم كل الحق، فليس للرجل سوى مجد واحد حقيقي، هو التواضع، كما يقال، والرئيس سركسيان أعطى لهذه العبارة معناها البليغ، وقد قيل: «كل إناء يضيق بما جعل فيه إلا وعاء العلم فإنه يتسع»، و«لا يزال المرء عالما ما دام في طلب العلم، فإذا ظن أنه قد علم فقد بدأ جهله».
التواضع وطلب العلم رأس الحكمة والنجاح، والعكس صحيح بالتأكيد، وعندما يتمتع رئيس دولة بهاتين الصفتين، فإن أداءه لابد وأن يكون لخير وطنه وشعبه.
مؤتمر القمة العالمي للابتكار في التعليم منصة دولية متعددة القطاعات للتفكير الإبداعي والنقاش والعمل الهادف لبناء مستقبل التعليم عن طريق التعاون، لذلك رأينا تلك النخبة من قادة الفكر، وصناع القرار، والممارسين من قطاعات شتى حول العالم، منها قطاع الأعمال، والسياسة، والمجتمع المدني، والإعلام، تلتقي تحت سقف واحد، للإسهام معًا في صوغ ملامح مستقبل التعليم العالمي، وهو أمر يُحسب لقطر بالتأكيد، بعدما أدركت مبكرا أن الإنجازات الكبيرة والإصلاحات الهائلة لا بد أن تبدأ من التعليم، فقدمت دروسا بليغة على الصعيدين الوطني والدولي، ومن ذلك برنامج «علم طفلاً» التابع لمؤسسة قطر، حيث نجح في بلوغ هدفه وإعادة إلحاق عشرة ملايين طفل بالمدارس حول العالم، وهو أحد أهم البرامج طموحا على مستوى العالم بأسره، يعكس فيما يعكس إيمان قطر العميق بالعلم باعتباره أساس أي تقدم حقيقي، وربما لا نبالغ إذا اعتبرناه أساس الأمن والسلم الدوليين.
لقد استمعنا إلى كلمات ومداخلات في غاية الأهمية خلال المؤتمر، أكسبتنا، كما قال الرئيس سركسيان، مزيدا من المعرفة والحكمة، والأمل أن يُترجم ذلك إلى أفعال، وأن يصبح المؤتمر وما تمخض عنه أداة رئيسية من أدوات الإصلاح على مستوى العالم بأسره، فليس هناك ما هو أهم للإصلاح الحقيقي من نشر العلم والاحتفاء به، وهو ما دأبت قطر على فعله منذ زمن طويل، وكانت النتائج بحجم الطموحات، وهي واسعة بالتأكيد.
copy short url   نسخ
26/11/2019
5112