+ A
A -
كان الزواج الكبير الذي عملته أوروبا لبناتها الدول الأوروبية مبنيا على مصلحة بحتة، حاولت أن «تستتهم» في بيت واحد، وتظلهم بمظلة واحدة، لكن مشكلة ذلك الزواج أنه لم يكن يوما مبنيا على حب أو إخلاص أو حتى مودة، كان الرابط الوحيد هو المصلحة البحتة فقط.
وبما أن المصلحة التي بني عليها هذا الزواج لم تعد متوافرة من وجهة نظر البريطانيين فقد آن لبريطانيا أن تعلن الخلع.
ولكنها لم تخلع نفسها بمظاهرات، ولا خراطيم مياه ساخنة، ولا قنابل مسيلة للدموع، ولا تكسير واجهات المحلات ولا اعتقال ولا قتل.
خلعت نفسها بأسهل مما تخلع ثوبها، قالت للشعب صوت، فصوت الشعب ضد البقاء فتم الخلع.
قال الشعب كلمته، فأطاعته الحكومة رغم رفضها، فتم الموضوع ولم يقتل الشعب نصف الحكومة ولم تعتقل الحكومة نصف الشعب.
تركيAا وجدتها فرصتها للشماتة، وهل هناك وقت أفضل من هذا الوقت للشماتة في أوروبا التي أبت أن تدخل أنقرة ضمن الزواج الأوروبي، رغم كل ما عملته انقرة من أجل ذلك.
أردوغان فرح جدا وشامت، وليزيد الشماتة بها سيجري استفتاء مشابها للشعب التركي حول الانضمام إلى أوروبا المريضة الآن، ومتوقع أن يصوت الشعب بالرفض وليسترجع الأتراك أخيرا جزءا من كرامتهم أمام الرفض الأوروبي السابق.
الأخبار تقول إن بعض الدول الأوروبية الغنية الأخرى، ربما تحذوا حذو بريطانيا، فرنسا ربما، والسويد.
ألمانيا هي الأكثر حماسة لبقاء الاتحاد الأوروبي، ولكنها لن تستطيع لوحدها جر الفقر الأوروبي كله إذا ما تخلى الأقوياء الأغنياء عنها.
المحللون يقولون إن أوروبا متجهة للتفكك لا محالة.
الموضوع تعدى أوروبا ووصل للولايات المتحدة الأميركية.
هذه ولاية تكساس الأميركية الغنية، تفكر جديا بالرحيل من أميركا والاستقلال، وما إن تفعلها، فسيفرط العقد الأميركي بسرعة الصاروخ.
تفكرت أنا شخصيا بما حدث، ضحكت، ثم ضحكت، ثم ضحكت...
قلت: سبحان الله..
غطرسة وهيمنة أوروبا وأميركا مزقت العرب وفككتهم.
وديمقراطيتهم مزقتهم وفككتهم.
كما تدين تدان حتى لو بيدك.
بقلم : بن سيف
copy short url   نسخ
26/06/2016
1233