+ A
A -
على امتداد خَريطة المقهورين الحالِمِين بحقِّهم في العدالة الإنسانية سَنَجِدُ كثيرات مِن النساء اللواتي مازِلْنَ يُجارينَ رياحَ طواحين الحياة اليومية رغبةً في شيء مِن خُبز الكرامة لا أكثر..
نساء على هذه الشاكلة أقصى أمانيهِنَّ لا يَخرج عن هذه الكرامة التي يَنْتَظِرْنَ هُنَّ أن تُعيدَ إليهنَّ شيئا مِن الإحساس بوُجودهنَّ في ظِلّ عدم الاعتراف بوُجودهنَّ إلا باعتبارهن أسيرات مُجَنَّدات للأشغال الشاقَّة التي يَنوء بها الجسدُ في صمت كاسِر..
أكثرهُنَّ بملامح وُجوه ذابلة تَبَخَّرَ حُسْنُها، عيون منطفئة، أفواه تَنطق بالإعاقة التي صَنَعَها الزمنُ مِن باب إعجازِهِنَّ عن إطلاق صرخةِ الـ«لاَ» الهاربة مِن مقصّ القدَر، وأيادٍ خشِنة فاتَها موعدُها مع النُّعومة بعد أن طَرَدَها الزمنُ مِن جَنَّةِ الأنوثة..
ربما تَكون هذه الصورة تقريبية شيئا ما لِعَيِّنَة تَتَمَدَّد على مساحة اليابسة في عالَم مُظْلِم لا يَعترف بالمرأة إلا ذَليلةً خانِعَةً، مع أن الله جل وعلا كرَّم النساء، بل تَوَّجَهُنَّ بسُورة قرآنية كاملة..
أمَّا رسولنا محمد عليه الصلاة والسلام، فمِنْهُ يَنبع نهرُ الحكمة التي تَتَفَرَّق في اتجاه مَصَبَّاتٍ شَتّى، ولنا في معاملته لنسائه رضيَ الله عنهنّ دروسا وعِبَرا، يكفي ما شَهِدَتْهُ حياتُه مع أمِّنا خديجة..
لَسْنَا في حاجة إلى يَوم عالَمي تُزَفُّ فيه إلى النساء وردةٌ (بالإكراه أحيانا) بِقَدْرِ ما نَحْنُ في حاجة إلى لحظات صِدْقٍ مع النفس لإعادة النظر في واقع النساء، ومِن ثمة تَسليط الضوء على مشاركتهن (في الحياة) التي ما أكثرَ أن تَغِيبَ عن الرَّجُل..!
المؤسِف بِحَقّ هو أن الرَّجُلَ ليسَ وحده المسؤول عن تعطيل عربة انتصار المرأة لنفسها، هي التي لا تَنقصها الثقةُ بقُدراتها الداخلية والخارجية، إنما أكثر مَنْ يَقِف في وجه المرأة الباحثة عن هامش مِن الحرية هو النساء مِن بنات جلدتها..
إيمانُ المرأة بنجاحها يَجِبُ أن يَكون دافعا قويا لتحفيز الأُخْرَيَات على النضال بصُمود لتحقيق النتائج المرجُوة مِن معركة التغيير تلك التي تُشعِلها المرأة بإرادتها الجبَّارة..
أمَّا أن يَكون الحقد والغيرة باعثا على أن تَتَفَرَّغَ المرأةُ لِبِنَاء أكثر مِن مصيدة وفخّ للإيقاع بأختها، فهذا ما لا يُصَدِّقُه عقلٌ ولا يَسْتَوْعِبُه مَنْطِق يُؤمن بالمصالحة بين الرَّجُل والمرأة..
فكيف بالله علينا يا صديقي ألاَّ نَكْفُرَ بالقطيعة بين المرأة والمرأة؟!
يا نِساءَ العالَم، اِتَّحِدْنَ، وتَقَوَّيْنَ بالرِّجال، وأَعِدْنَ الوجهَ المشرِقَ للدنيا التي لا تَحْلُو بعيدا عن غِوايةِ قُمْصَان صَحْوِ ابتساماتِكُنَّ الْمُهَيِّجة لِغَريزةِ حُبِّ الحياة..
نافِذَةُ الرُّوح:
- «بَيْنَ التَّحفيز والتَّعجيز ما بين الحياة والموت».
- «مقصُّ العدالة الإنسانية يَأْكُلُه الصَّدَأُ».
- «فُستانُ الرغبة يُمَزِّقُه الإحساسُ بالرَّهْبَة».
- «أَقْلامُ الأيام تَكتبُ ما لا يُسْعِفُ الأَصابِعَ».
- «دَعْ بَيْنَنا مسافةً للشوقِ يا مُسْتَحِيلَهُ».
- «أَعِدُكَ بِأَلاَّ أَنْكَسِرَ يا قلبَ الحياة، أَعِدُكَ».
- «مِن العَدْلِ أنْ أُعْطِيَ سَماءَكَ فُرْصَةً ثانيةً لِتُمْطِرَ».
بقلم: سعاد درير
copy short url   نسخ
21/11/2019
2443