+ A
A -
جرت العادة أن يقوم أهل الخير بدفع الزكاة والصدقات في شهر رمضان باعتباره موسما للخير، كان الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة يكثرون فيه من فعل الخيرات، وفي نفس الوقت تظهر على السطح في زماننا هذا فئات من الناس تدعي أنها تستحق الزكاة والصدقات، قد يكون من بين هذه الفئات من لا يستحقونها فعلا فيستولون على حقوق من يستحقون من المتعففين الذين لا يسألون الناس إلحافا.
هذا المشهد يربك دافعي الزكاة ويضعهم في حيرة، ويخلق لهم مشكلة حقيقية، لكن الدولة ولله الحمد قد حلت هذه المشكلة حلا جذريا من خلال صندوق الزكاة ومن خلال الجمعيات الخيرية المشهرة والمصرح لها بجمع تبرعات المحسنين، والتي تتصف بالصدق والنزاهة والأمانة في تحري مصارف الزكاة والصدقات، حتى تذهب أموال الزكاة لمستحقيها من الأسر المتعففة المستورة.
وصندوق الزكاة وهذه الجمعيات عادة ما يكون لديها قوائم بهذه الأسر، وتراجع وتدرس حالاتها بين فترة وأخرى من قبل علماء دين متخصصين وباحثين في الشؤون الإسلامية، لذلك يفضل لدافعي الزكاة والمحسنين الذين يكثرون من الصدقات في هذا الشهر الكريم التوجه بأموالهم إلى هذه المؤسسات التي صرحت لها الدولة، حتى لا يقعوا فريسة أو ضحايا لعمليات نصب من قبل أناس تمرسوا في استدرار عطف الأغنياء.
الزكاة فريضة وركن من أركان الإسلام الخمسة، ودفعها لغير مستحقيها يعني عدم إحياء هذه الفريضة وعدم آداء هذا الركن، وهذا ما يقع فيه خلط كثير وخطأ أكثر، فيزيد عدد المحتاجين مع أن هناك في بعض أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يشير إلى ذلك إذ قال: «وما جاع فقير إلا بتقصير الغني».
وشرحا لهذا الحديث الشريف نجد في تاريخنا الإسلامي من قال: «ما جاع فقير إلا ومقابله واحد لم يدفع الزكاة». ويمكن لي أن أضيف «أو واحد دفع الزكاة لغير مستحقيها».
مظلة المؤسسات الخيرية في دولة قطر وبفضل أهل الخير تتسع لتشمل المحتاجين هنا في المجتمع، ثم تمتد إلى أماكن أخرى حول العالم وعبر القارات يعيش فيها أخوة لنا في الإسلام يعانون من الجوع فتقيم لهم المشاريع وتحفر لهم الآبار وتوفر لهم أسباب الرزق، وجدير بنا أن نساعد هذه الجمعيات على القيام بدورها الإنساني فهذا ليس بغريب على أهل قطر الذين يمدون يد العون للمحتاجين ابتغاء مرضاة الله تعالى.
هذه الدعوة لا تعني أن يعطي الغني ظهره لمن أيقن حاجته من الأهل والأقارب، فهؤلاء أصحاب حقوق في ماله، وفي هذا يقول الله تعالى «يسألونك ماذا ينفقون قل ما أنفقتم من خير فللوالدين والأقربين واليتامى والمساكين وابن السبيل وما تفعلوا من خير فإن الله به عليم» (سورة البقرة، آية رقم 215).
نسأل الله تعالى أن يتقبل صدقاتنا وصالح أعمالنا ويجعلها في ميزان حسناتنا.

بقلم : آمنة العبيدلي
copy short url   نسخ
26/06/2016
1684