+ A
A -
سـلـطـان بـن مـحـمـد
{{ مع بداية العام الدراسي، يعـيش معـظم أولياء أمور الطلبة (الجدد بشكل خاص) مشكلة يومية اسمها «الواجبات المدرسية» والحقـيقة هي مشكلة تثقل كاهل الطلبة الصغار لأنها تحرمهم من الاستمتاع بطفولـتهم، ويكفي أن ننظر فقط إلى أي طفل في مرحلته الدراسية الأولى لنرى في عـيونه كمًّا هائلا من الهم والحـزن، لـنكتشف أن السبب في ذلك هـو كثرة الواجبات المدرسية مرفـقاً معه تهديد بشكل غـير مباشر ينذر بانهيار في مستقبل الطفل الدراسي والعـلمي إذا لم يقم بعمل واجباته المدرسية عـلى أكمل وجه.
{{ لا شك أن الواجبات المدرسية أصبحت رعـبا في حياة الطلبة الصغار وشبحا يغـتال أحلى أوقاتهم، والسؤال الذي يطرح نفسه: هل هناك طفل يستطيع تحمل كل هذا القدر من الإرهاق لعـدة ساعات متواصلة بصفة يومية موزعة ما بين المدرسة والبيت؟
{{ أكـدت الدراسات أن الطلبة الصغار يتحملون أخطاء لم يرتكبوها، لأن الواجبات المدرسية غـير المتوازنة تعـد بمثابة عـذاب يومي مستمر لهم، لأنها تعـوقهم عـن النمو الاجتماعي السليم، خبراء في الـتربية الحـديثة يقـولون بعـد أن قاموا بدراسات عـديدة عـن الواجبات المدرسية: إن الهدف من التعـليم المدرسي هو إحداث تـغـيير للأطفال في ظل نظام مدرسي محكم وتوجيه واع ٍ لأهداف العملية التعليمية، ويجب أن نضع في اعـتبارنا دائما أن التعليم لا ينفصل بأي حال عـن التربية، لأنهما ـــ التربية والتعليم ـــ عـمليتان متكاملتان شكلا وموضوعا، وعـلى هذا فإن عـلينا أن نتساءل: ما هي النتائج التي يحققها الواجب المدرسي للتلميذ في المنزل؟ المفـروض أن يصير عـبء استذكار التلميذ مسؤولية من مسؤوليات المدرس، والمشكلة أن المدرسين لا يكلفون التلاميذ بالواجبات المدرسية بناء عـلى خطة مسبقة ومدروسة عـلميا ومتفق عـليها بين مدرسي المواد المختلفة، وبذلك يسيئون تقـدير الوقـت الذي يتطلـبه إنجاز هـذه الواجبات، بل أن بعـض المدرسين يكلف تلاميذه بواجب مدرسي عـقابا لهم عـلى سوء السلـوك الفردي أو الجماعـي وبذلك ينظر التلاميذ إلى الواجـبات المدرسية عـلى أنها عـبء إضافي ثقيل جدا بعـد يوم مدرسي متعـب، ولهذا ينبغي أن نرد التعـب والإحباط والشعـور بعـدم الـرضا عـن المدرسة إلى سببين وهما: التوجيه غـير السليم والواجبات المدرسية المبالغ فيها.
{{ يحاول أحـد الباحثين في هـذا المجال الإجابة عـلى السؤال الذي يحير الآباء والمدرسين: ما هـو شعـور التلاميذ إزاء الواجب المدرسي؟ فـيقول: إن معظم التلاميذ وخصوصا الذين ما زالوا في المراحل الأولى من الدراسة يعـترضون عـلى أداء الواجـبات المدرسية في حين يستمتع الأذكياء بالأعمال ذات الصفة الابتكارية، ويضيف: إن أي معلم يستطيع أن يحصل من التلاميذ عـلى معلومات قـيمة حول الواجـب المدرسي بشرط أن تكـون علاقـته بالتلاميذ طيبة، إن مشكلة الواجب المدرسي ظاهـرة اجتماعـية تعاني منها معـظم الأسر، كما أن معـظم التلاميذ يـنفـرون من الواجـب المدرسي إذا كان إنجازه يتـطلب حـرمانهم من أشياء هي في رأي عـلماء التربية الحديثة حق من حقوق الطلبة الصغار الأساسية في اللعـب والاستمتاع والترفـيه والترويح.
وأخيرا.. التعليم، بالإضافة إلى تغـيير نظرة المدرسين والقائمين عـلى التعـليم إلى الطفل كفـرد له ملكاته الخاصة ومواهـبه وقـدراته.
{{ كل سنة دراسية وطلبتنا بنين وبنات وأولياء أمور، والمدرسون والمدرسات، والقائمون عـلى التعليم بخير.
copy short url   نسخ
18/09/2019
1411