+ A
A -
في مثل هذا اليوم من العام 564م تُوفيت أُمامة بنت الحارث الشيباني، كانت زوجاً لعوف بن ملحم، وكانت تتَّصِف بالحكمة والعقل والفصاحة وسداد الرأي، وقد اشتهرتْ بسبب وصيتها لابنتها ليلة زفافها من الحارث بن عمرو أمير كندة، فقالتْ لها:
أي بُنية إن الوصية لو تركت لفضل أدب تركت لذلك منك، ولكنها تذكرة للغافل ومعونة للعاقل، ولو أن امرأة استغنت عن الزوج لغنى أبويها وشدة حاجتهما إليها كنت أغنى الناس عنه، ولكن النساء للرجال خُلِقْنَ، ولهنَّ خُلِقَ الرجال.
أي بُنيَّة إنك فارقت الجو الذي منه خرجت، وخلَّفت العش الذي فيه درجت، إلى وكرٍ لم تعرفيه، وقرين لم تألفيه، فاحفظي له خصالاً عشراً يكنّ لك ذخراً!
أما الأولى والثانية: فالخشوع له بالقناعة، وحسن السمع له والطاعة!
وأما الثالثة والرابعة: فالتفقد لموقع عينيه وأنفه، فلا تقع عينه منك على قبيح، ولا يشم منك إلا أطيب ريح!
وأما الخامسة والسادسة: فالتفقد لوقت منامه وطعامه، فإن تواتر الجوع ملهبة، وتنغيص النوم مغضبة!
وأما السابعة والثامنة: فالاحتراس بماله، والإرعاء بحشمه وعياله، وملاك الأمر في المال حسن التقدير، وفي العيال حسن التدبير!
وأما التاسعة والعاشرة: فلا تعصين له أمراً، ولا تفشين له سراً فإنك إن خالفت أمره، أوْغَرْتِ صدره، وإن أفشيت سره، لم تأمني غدره! ثم إياك والفرح بين يديه إن كان مهتماً، والكآبة بين يديه إن كان فرحاً!
وصية جامعة مانعة، عليها قوام السعادة والهناءة في البيوت، فهل من سامع نُصْحٍ؟!
بقلم: أدهم شرقاوي
copy short url   نسخ
10/09/2019
1970