+ A
A -
قامت إسرائيل باعتداء ثلاثي الأبعاد على قواعد قيل إنها موالية لإيران خلال هذا الأسبوع.
ووصف مراقبون هذا العدوان بأنه ضمن سياسة ما تعرف بالذراع الطويلة، وإن إسرائيل تهدف من وراء ذلك التذكير بأنها قادرة على الحسم العسكري في أية مجابهة محتملة مع إيران.
ونحن لا نستطيع الأخذ برأي هؤلاء المراقبين، الذين يغفلون كذلك، خلفيات الحدث التي تتمثل - في تقديرنا- بالدور الأميركي، وهو الأساس في اللعبة، وبمزيد من الإيضاح نقول: بداية إن دور إسرائيل لم يعد كونه أنبوبة اختبار لجر إيران إلى مجابهة عسكرية مكشوفة للولايات المتحدة الأميركية التي حشدت قطعا بحرية وشيئا من التحالف لتوجيه ضربة عسكرية موجعة لإيران، بعد الاحتكاك في خليج هرمز، بدعوى حماية حرية الملاحة التجارية في الخليج، وما الاعتداء ثلاثي الأبعاد على قوى حليفة لإيران، إلا لجرها إلى مجابهة عسكرية مكشوفة.
وفِي تقديرنا أن صمت إيران على ذلك العدوان كان بعد نظر مدروسا من جانبها، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى، فإنها تعلم تماما إمكانات الرد الصاروخي من قبل حزب الله اللبناني والقوى الشيعية الحليفة لها في العراق، ولعل رد الأمين العام لحزب الله اللبناني، واكتفاءه بالقول: إن هذا العدوان قد غير قواعد اللعبة، وإن لحزب الله الحرية في الرد وبالشكل الذي يراه مناسبا.
ونحن تعودنا - من خلال تصريحات السيد نصر الله - صدقه فيما يصرح به، وإن كلماته تحمل مفاتيح خطة عملية مدروسة، إضافة إلى أن قوات الحزب قادرة على الرد والرد الموجع، وحسبنا التذكير بالعمليات العسكرية لتلك القوات في تحرير الجنوب اللبناني من قوات الغزو الصهيوني، وكذلك عملياتها الأخيرة لإجلاء المنطقة من مسلحي داعش.
ولعلنا هنا لا نغفل ما بحوزة حزب الله وحلفائه من صواريخ متطورة قادرة على إيلام الكيان الصهيوني، وضرب أهداف استراتيجية له وفِي العمق، ولا نعتقد أن الذراع الطويلة التي كان الكيان الصهيوني يباهي بها في حروبه الخاطفة السابقة تنجح حاليا في حرب طويلة النفس مع قوات وطنية، تملك من أسباب القوة، ومن الإرادة ما يحمل رئيسها على التصريح بأن قواعد اللعبة قد تغيرت.
بقلم: حسن شكري فلفل
copy short url   نسخ
30/08/2019
1297