+ A
A -
في مثل هذا اليوم من العام 598م قُتِلَ الشاعر الجاهلي عبيد بن الأبرص، كان من أصحاب المُعلّقات، وقصة موتِه دليل قاطع على الظُّلم الذي عرفه العرب في الجاهلية!
كان المنذر بن ماء السماء قد جعل لنفسه يومين في السنة، أسمى أحدهما يوم النعيم والآخر يوم البؤس! فأول من يراه يوم النعيم يعطيه مائة من الإبل، وأول من يراه يوم بؤسه يذبحه ويدهن بدمه أقدام خيله!
ثم إن عبيد بن الأبرص كان أول من أشرف عليه في يوم بؤسه، فقال له: هلّا كان الذبح لغيرك يا عبيد؟
فقال عبيد: أتتك بحائن رجلاه! فصارتْ عند العرب مثلاً! (حائن/‏ هالك)
فقال المنذر: انشدني فإن شعرك يعجبني!
فقال عبيد: حال الجريض (الغصة) دون القريض! فصارت مثلاً!
فقال المنذر: اَسْمِعْني!
فقال عبيد: المنايا على الحوايا! فصارت مثلاً!
فقال المنذر: لقد أملَلْتَني، فأرِحني قبل أن آمُر بك!
فقال عبيد: من عزَّ بزَّ! فصارت أيضاً مثلاً!
فقال المنذر: إنه لا بُدّ من الموت، ولو أن ابني النعمان عرضَ لي في يوم بؤسي لذبحتُه، فاختر لنفسك أي شيء منك! الأكحل أو الأبْجل أو الوريد!
فقال عبيد: ثلاث خصال كسحابات عاد، واردها شر وُرّاد، وحاديها شر حاد، ومعادها شر معاد، ولا خير فيها لمرتاد، وإن كنتَ لا بد قاتلي فاسقني الخمر، حتى إذا سكرتُ فأنتَ وما تريد!
فأمر المنذر بالخمر، فلما سكرَ عبيد قام المنذر إليه وذبحه!
وهذا غيض من فيض ممّا كان يحصل في الجاهلية، فالحمد لله على نعمة الإسلام!
بقلم: أدهم شرقاوي
copy short url   نسخ
20/08/2019
1771