+ A
A -
في مثل هذا اليوم من العام 1936م حصل «جورج دانتزيغ» على البكالوريوس في الرياضيات والفيزياء من جامعة بيركلي. خلال عامه الأول في الجامعة، وصل «جورج دانتزيغ» مُتأخراً إلى الصف فوجد على السبورة مسألتين، قام بنقلهما على دفتره وأخذهما إلى البيت مُعتقداً أنهما واجب منزلي، وبعد عدة أيام قام جورج بالاعتذار من أستاذه لتأخره في إعادةِ الواجب الذي كان أصعب قليلاً من المعتاد!
أخذ المعلم الواجب من تلميذه دون أن يُعلِّق بكلمة واحدة حتى، وبعد ستة أسابيع قام المعلم باستدعاء جورج إلى مكتبه، وقال له: هذه المسائل لم تكن واجباً، وإنما كتبتُها على السبورة كمثالٍ عن مسائل رياضية عجز العلماء عن حلها! لقد اجتمعنا لمدة ستة أسابيع وناقشنا ما قمتَ به، أهنئك يا بُني لقد قمتَ بحل المسائل حلاً صحيحاً!
بالإضافة إلى نبوغ جورج وذكائه، برأيي أن هناك عاملاً مهماً جعله ينجح بحلِّ المسائل الرياضية المستعصية وهي انطلاقه من فكرة أن هناك حلاً لها!
أعتقد أنه لو وصل باكراً وسمِع أستاذه يقول: هذه المسائل ليس لها حل لربما لم يكن لِيتحمّل عناء أن يُحاول حلها حتى! ولكنه لما اعتقد أنها واجب، اعتقد أيضاً أن هناك حلاً بالضرورة، فأخذ يبحث عنه!
الفكرةُ من هذا أن الاستعداد النفسي لفعل شيء ما هو عامل حاسم ومهم في فعلِه، لا يكفي أن نملك الاستعداد الجسدي فقط لفعل الأشياء!
بقلم: أدهم شرقاوي
copy short url   نسخ
13/08/2019
1381