+ A
A -
[email protected]مراصداعتدت على سماع أغاني فيروز في الصباح في الدوحة واسطنبول وأنا أشرب الكافيه لاتيه، ولا تحلو الصباحات إلا مع أغاني فيروز، فيروز قهوة الصباح التي تدخل كل بيت عربي ومطعم وكافيه عربي وغير عربي، بصوتها وأغانيها وألحانها العذبة التي تنساب كجداول الأنهار. الشاعر العربي محمود درويش وصف صوتها قائلاً: «إن صوتها عبارة عن ظاهرة ولن يجد العالم صوتاً كصوتها»، فعندما نسمع أغانيها نسترجع طفولتنا وأحلامنا البريئة، وعندما تغني للحب بصوتها تتدفق منها الأحاسيس الرائعة ويدخل المستمع، المستقبل، في عالم من الأحلام الرومانسية.
غنت فيروز للحب والطفولة والعشق والشتاء والصيف، إنها تشكل حتمية موسيقية صباحية لدى كل رومانسيي الدنيا، أغاني فيروز عالم من الرومانسية الحالمة والذكريات الجميلة، تأخذك الكلمات والألحان والصوت المخملي الذي يخترق المشاعر ويجعلك تعيش لحظات ممتعة ماتعة مع الحبيب، وكنف الحبيب، وأحضان الحبيب، ودفء الحبيب، ولهفة الحبيب.
البعض يشعر مع فيروز بالسعادة، والبعض يشعر بالانتعاش، والبعض بالانكسار «بشعور مازوخي» والمازوخية الانكسار في الحب، عند فقد الحبيب، أو ردة فعله غير المتوقعة، إزاء فعل طيب أو صنيع جميل فعلته له، أو شعور الوحدة دون أنثى تداعبه ويداعبها، تحاوره ويحاورها، وكم منا من يعيش شعور المازوخية التعيس في زماننا «النحيس» !
أغاني فيروز الصباح تحاكي مشاعر العشاق، خذ عندك مثلاً «شايف البحر شو كبير، أد البحر بحبك»، أو «بكتب اسمك يا حبيبي»، أو «أنا لحبيبي وحبيبي إلى»، فجل أغانيها تلهب مشاعر العشاق نحو حنين الشوق. مع فيروز أعانق الزمن، وأعانق الأنوثة، وأستنشق العطر ومسك العبير، مع صباحات فيروز لحظات استثنائية، مزيج من شهيق وزفير ودفقات ودفعات من الطاقات الإيجابية المنعشة، ومع أغانيها الصباحية أتنفس جمال الحياة وجمال الرومانسية ومتعة الحميمية الحلال، يا سلااام.
والروح للروح تدري من يناغمها
كالطير للطير في الإنشاد ميال
وعلى الخير والمحبة نلتقي
بقلم: يعقوب العبيدلي
copy short url   نسخ
19/07/2019
4696