+ A
A -
في مثل هذا اليوم من العام 1792م وُلد جيمس باري أحد أشهر الجراحين العسكريين الإنجليز على مرّ التاريخ!
طوال خمسين عاماً أجرى جيمس باري عمليات ناجحة، بعضها كان في غاية التعقيد، وبعضها قال زملاؤه أنه من المستحيل أن تنجح ولكن باري الذي سطّر نجاحات مذهلة وأظهرَ مهارة جراحية خارقة تبيّن عند موته أنه السيدة مارغريت آن بكلي التي طوال هذه السنوات تنكرَتْ بزي رجل واسم رجل!
عملتْ مارغريت تحت اسم ومظهر الدكتور جيمس في المستشفى العسكري البريطاني في الهند، وفي جنوب أفريقيا، ثم في توباغو، ومالطا وجامايكا، وكندا، ثم أخيراً توَلَّتْ منصب المشرف العام على المستشفيات العسكرية البريطانية في كوكب الأرض وقد كتبتْ في وصيتها أنها تقمّصتْ دور رجل كي تحصل على فرص أفضل في التعليم والجيش!
قصة حياة تكاد تكون ضرباً من الخيال، ولكن الواقع يثبت أن كثيراً من النساء قد حُرمن إظهار قدراتهن ومهاراتهن فقط لأنهنّ نساء، وأن المرأة متى أُتيح لها الفرصة والظرف للنبوغ والتفوق فهي لا تقل مهارة وكفاءة عن الرجل في مختلف الميادين!
صحيح أن الله تعالى قد خلق المرأة بصفات مُغايرة لتلك التي خلق بها الرجل، والحكمة البالغة من هذا هو أن يتكامل الرجل والمرأة للنهوض بالجنس البشري وتحقيق الاستخلاف في الأرض بأزهى صورة وأكملها، وحين تنفرد المرأة بصفات نفسية وينفرد الرجل بصفات أخرى تبعاً لوظيفة كل منهما في الحياة هذا لا يعني أبداً أن المرأة لا يمكن أن تبرع في المهن التي اعتدنا أن نرى فيها الرجال أو أن يبرع الرجال في المهن التي اعتدنا أن تبرع فيها النساء، إننا نتوجّس حين نرى امرأة في غرفة العمليات، ولكننا لا نتوجّس حين نرى الغالبية الساحقة من طباخي العالم المشاهير من الرجال، حقيقة إن أكبر مشاكل المرأة ليست في المرأة، وإنما في نظرتنا لها!
بقلم: أدهم شرقاوي
copy short url   نسخ
13/07/2019
2151