+ A
A -
خولة مرتضويريشة حبرلقد شهِدَ العَقدَانِ الأخيرَان قفزةً في الفكر والخِطاب الديني الإسلامي، تجلّت بشكلٍ أساسِيّ في طرح فِكرَة وشِعار (الوسطيَّة) الأمر الذي أنمَى الأصوات الداعِيَة إلى الدِفاع عن قِيَم المواطَنَة والديموقراطيَّة والتعدُديَّة والانفتاح على الآخَر والبحث عن المُشترَك معه، وهو ما ظَهَرَ للعَيان في المواقِف والمُمارسَات المتعَدِدَة، مِن بينِها الفتاوى التي قدّمَت تأصِيلًا شرعيًا للدِفاع عن تِلكَ القِيَم والأبحاث العلميَّة والمُؤلّفات التي خدّمّت ذلك الاتجاه، مما يُبيِّن قابليَّة الخِطاب الدِينِي الإسلامِي للتجديد، فهو قابلٌ لذلك مضمونًا وشكلًا.
إنَّ إعادةُ طرح قضيَّة تجديد الخِطاب الدينِي الإسلامي في الوقت لها أهَمِّيتُها البالِغَة، فالأُمَّة الإسلاميَّة، في وضعِها الحالِي، بحاجَة ماسّة لهذا التجديد، لأنَّ صورة الإسلام والمسلمين اليوم ارتبطَت بالعُنف والإرهاب وغياب الديموقراطيَّة والتضييق على المرأة وسلب حقوقها وتصغير دورها في المجتمع، وهذه الصورة الذهنيَّة النمطيَّة السائدة اليوم لا تعنِي نهائيًا وجود خلل في الإسلام، إنما تعكس أنَّ الخَلل في حملات التعتيم والتشويه والتضليل التي اعتمدها الإعلام الغربي الذي لم يجِد من يُواجِهُه ويُبيِّن أوجُه بُهتانه وزُورِه، باستخدام خِطابٍ دينيٍ إسلامِيٍ يرقَى إلى درجَة المواجهة، مُستخدِمًا ذات الوسائٍل بأرقى الأساليب.
سيظل التَحَدِّي لمُواجهة الآلة الإعلاميَّة الغربيَّة التي تفرِضُ رُؤيتها الأُحاديَّة على فِكرِ الجماهير العالميَّة قائمًا، فمع الحديث عن الإرهاب الإلكتروني، انطَلَقت حملة أميركيَّة إسرائيليَّة أوروبيَّة استهدَفَت إغلاق المواقع الإسلامية والعربية وذلك لِمُجَرَّدِ الاشتباه في مناوئَتِها للسياسَة الإعلاميَّة الغربيَّة، ورُغم كُل هذهِ الحملات المستمرّة، إلّا إنَّهُ مَا مِن سبيلٍ لنشر الإسلام الصحيح والذَود عنهُ وتصحيح صورة أتباعه، إلا من خِلال نشِر المعلومات الصحيحة عن الدين الحنيف في أوسع نطاق إعلامي، والرّد على مختلف المعلومات المُضللة وأوجُه التعتيم والتشويه المتنوعة، وذلك بتوظيف اللغات العالميَّة في الخطاب والمناقشة واستخدام الأساليب المتقدِّمَة في العَرض الإعلامي الإلكتروني.
{ إعلاميَّة وباحثة أكاديميَّة
جامعة قطر[email protected]
بقلم: خولة مرتضوي
copy short url   نسخ
13/07/2019
3303