+ A
A -
حثت قوى أوروبية إيران على مراجعة موقفها بخصوص العودة إلى تخصيب مزيد من اليورانيوم بحسب حاجتها إلى ذلك. وكان الرئيس الإيراني حسن روحاني قد أعلن هذه الخطوة في وقت سابق من يوم أمس الأول الأربعاء، ليبدأ التخصيب مجدداً يوم بعد غد الأحد.
وقد اتخذ الرئيس الإيراني خطوته هذه في أعقاب تعثر الجهود مع إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي أعلن انسحاب بلاده من اتفاق خمسة زائد واحد المعقود مع إيران قبل أربع سنوات في أعقاب محادثات ماراثونية بين الطرفين، ومنذ انسحاب إدارة ترامب من الإتفاق، فقد لوّح الرئيس الأميركي بحزمة جديدة من العقوبات على إيران.
وكان الرئيس الفرنسي ماكرون قد أجرى محادثة هاتفية مع صنوه الأميركي يوم الأحد الماضي، حثه فيها على إبقاء باب التفاوض مفتوحاً مع إيران التي تفضل بدورها هذا الخيار للخروج من مأزق العقوبات الاقتصادية الجديدة من قبل الولايات المتحدة الأميركية.
ولا ندري سبباً يذهب بالإدارة الأميركية في اللجوء إلى التنصل من الاتفاق مع إيران حول ملفها النووي، وخاصة أنها كانت ضمن الأطراف الأوروبية الأخرى التي شكلت ما اصطلح على تسميته: فريق خمسة زائد واحد، إلا أننا نشير إلى رفض الكيان الصهيوني أي تقارب غربيٍّ مع إيران، التي يرى ساسة إسرائيل وحكومة بنجامين نتانياهو تحديداً، أنها خطرٌ استراتيجّي عليه، بدعوى أن امتلاك إيران للسلاح النووي يهدد ما يوصف بأمنها، رغم أن إيران أعلنت مراراً أثناء المحادثات مع القوى الغربية أن تخصيبها اليورانيوم يجيء في إطار إستخدامه للأغراض السلمية. وكان ما شهدته الأحداث في الآونة الأخيرة من حُمّى متصاعدة نحو تشكيل تحالفٍ ترعاه الولايات المتحدة، وتسهم فيه بصورة رئيسية إسرائيل لمجابهة ما يوصف بالخطر الإيراني.
وقد دأب الرئيس الأميركي ترامب على التلويح بمزيد من العقوبات الاقتصادية ضد إيران بدعوى تملكها السلاح النووي، في حين غضّ الطرف عن الترسانة النووية التي يملكها الكيان الصهيوني.
ولا نرى في تصريحات الرئيس الإيراني الأخيرة حول نية بلاده المضي في زيادة تخصيب اليورانيوم حسب حاجتها، إلا رداً على ما يمكن أن نطلق عليه «ديبلوماسية العض على الأصابع» التي تمارسها إدارة الرئيس ترامب، التي يبدو وكأنها واقعة تحت تأثير نتانياهو في المنطقة، وعودة المحافظين الجدد وتأثيرهم على صنع القرار في واشنطون. ونعتقد أن الرئيس ترامب يستوعب حالياً موقف إيران بعد تصريحات حسن روحاني الأخيرة، وأن إيران عصية على الكسر، ولن تُغلب في ديبلوماسية ألعض على الأصابع.
بقلم: حسن شكري فلفل
copy short url   نسخ
05/07/2019
1654