+ A
A -
تعقد هذه الملتقيات بحضور فعاليات سياسية وحزبية من العديد من الدول العربية، والهدف من توقيت هذه الملتقيات في بيروت تسليط الضوء على أهداف ومخاطر صفقة القرن.إن المهمة الأساسية المفروض أن تكون على طاولة البحث والنقاش في هذه الملتقيات هي كيفية التصدي لهذه الصفقة الاستسلامية وإحباط أهدافها الخطيرة وكذلك نقل ما يدور من نقاشات وما يتفق عليه إلى الجمهور العربي العريض بحيث لا يبقى فقط ضمن القاعات المغلقة وهو ما يتطلب بكل تأكيد القيام بعملية تعبئة شعبية واسعة تشمل كل شرائح المجتمع العربي وفي الطليعة الاجيال الجديدة، وهنا يجب اعطاء الاولوية للمدارس والجامعات واحياء المناسبات المرتبطة بقضية فلسطين وكيف تم السيطرة عليها من قبل العصابات الصهيونية والأهداف الغربية الاستعمارية من وراء زرع الكيان الصهيوني على ارض فلسطين ومخاطره على وحدة ومستقبل الأمة العربية.. ذلك أن المعركة اليوم إنما هي معركة الوعي.. أعداء الأمة يريدون تصوير مؤتمر البحرين بأنه سيجلب الازدهار والسلام للمنطقة ويحل كل مشاكلها، في سياق عملية تضليل ممنهجة تستهدف التعمية على الجوانب الخطيرة من الصفقة وهي إلغاء وشطب الحقوق الوطنية الفلسطينية والعربية وتوطين اللاجئين الفلسطينيين في الشتات، وهذا يتطلب كشف وفضح هذه الأهداف.
كما أنهم يريدون بث حالة من اليأس والإحباط من عدم إمكانية تحرير فلسطين وعودة أبناء الشعب الفلسطيني اليها، وبالتالي التخلي عن المقاومة والقول بأنها غير مجدية، فيما الواقع والحقيقة العكس تماما. المقاومة في لبنان وفلسطين نجحت في إثبات القدرة على إلحاق الهزيمة بجيش الاحتلال وإجباره على الرحيل عن بعض الأراضي العربية التي احتلها.. وتحويل هزائمه أمام المقاومة وعجزه في القضاء عليها أو التغلب على معادلات الردع التي فرضتها في مواجهته، إلى انتصارات سياسية بدعم ومساندة أميركية ومن بعض الدول العربية.
كما ان معركة التصدي لصفقة القرن وفضح مثالبها تتطلب كشف أبعاد هذه الصفقة التي تتمثل في تكريس الهيمنة والسيطرة الاستعمارية من وراء الصفقات التي عقدت أو ستعقد مع كيان الاحتلال الصهيوني. هذه الابعاد تتجسد في الاطماع الاستعمارية في احكام السيطرة على ثروات الامة العربية وتحويل الدول العربية إلى أسواق استهلاكية للمنتجات الأميركية الغربية والصهيونية.. ولا شك في أن المطلوب أيضا العمل على كشف زيف وسقوط كل المراهنات على اتفاقيات الصلح مع العدو الصهيوني والسلام معه، وتبيان أكذوبة الأرض مقابل السلام، وخدعة اتفاق أوسلو الذي كان من أجل تكريس الاعتراف بالكيان الصهيوني وإدخال منظمة التحرير في فخ المفاوضات من اجل المفاوضات، إلى أن يتمكن هذا الكيان من فرض الواقع الجديد على الأرض وإعلان انه لا يريد من هذا الاتفاق سوى أن تواصل السلطة الفلسطينية دور حماية أمن الكيان من عمليات الشبان الفلسطينيين المنتفضين ضد الاحتلال.. ان مسؤولية التصدي لهذه المهمات تقع بالدرجة الأولى على الأحزاب والقوى والحركات الوطنية والقومية واليسارية والاسلامية العربية التي ترفض مؤامرة صفقة القرن وتؤمن بأن فلسطين كانت وستبقى قضية العرب المركزية، كما تقع أيضا مسؤولية ومهمة كبيرة على الإعلاميين العرب ووسائل الإعلام العربية في القيام بحملة التوعية والتعبئة لفضح صفقة القرن وبث البرامج التي تعيد تعريف المواطن العربي بقضية فلسطين والتركيز على ثقافة المقاومة التي تشكل الوسيلة الوحيدة والضمانة لتحرير الأرض وحماية عروبة الأمة العربية.
بقلم: حسين عطوي
copy short url   نسخ
24/06/2019
1553