+ A
A -
في مثل هذا اليوم من العام 747م وُلِدَ أبو العتاهية، أرقُّ شعراء العصر العباسي فؤاداً وأكثرهم زهداً، هكذا انتهى به المطاف أما بدايته فلم تكن كذلك البتة!
بدأ حياته بائعاً للجرار، لاهياً ماجناً! ثم انتبه إلى براعته في الشعر فقرر أن يقصد الخلفاء للتكسب كما هو حال أغلب شعرائنا!
يوم بُويع المهديُّ بالخلافة أنشده أبو العتاهية قائلا ً:
أتته الخلافة منقادة
إليه تجرُّ أذيالها
فلم تك تصلح إلا له
ولم يكُ يصلح إلا لها
لو رامها أحد غيره
لزلزلت الأرض زلزالها
وكان بشار بن برد حاضراً في ذلك اليوم، وبشار كما هو معروف أعمى، فقال لمن حوله: انظروا إلى أمير المؤمنين هل طار عن كرسيه!
كذلك مدح أبو العتاهية هارون الرشيد، ثم ما لبث أن قرر أن يترك حياة اللهو والمدح والتكسب وأقبل على الله، وحدث بينه وبين هارون الرشيد خلاف، فقام الرشيد بسجنه، فأنشد في السجن:
ستعلمُ في الحساب إذا التقينا
غداً عند الإله من الملومُ
إلى ديان يوم الدين نمضي
وعند اللهِ تجتمعُ الخصوم!
فلما بلغت الأبيات هارون الرشيد خلّى سبيله!
القلوب بين أصبعين من أصابع الرحمن يُقلبها كيف يشاء، كم عرفنا من بشر كنا نحسدهم على تقواهم ثم دار الزمان دورته فإذا هم قد نكصوا على أعقابهم، وكم من بشر كنا نرى أحوالهم فنقول الحمد لله الذي عافانا مما ابتلاهم به، ثم أشرقت شمس الهداية على قلوبهم فسبقونا!
اسألوا الله الثبات، فإن العبرة بالخواتيم!
بقلم: أدهم شرقاوي
copy short url   نسخ
20/06/2019
1710