+ A
A -
في مثل هذا اليوم من العام 674م توفي بطل معركة القادسية، الصحابي الجليل سعد بن أبي وقاص، كان من أوائل الذين أسلموا، وهو أول من رمى بسهم في سبيل الله، كان ذلك يوم بدر، حين أمسك رمحه، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: «ارمِ فداك أبي وأمي»! كان أثيراً حبيباً إلى قلب رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وكان سعد من أخواله، وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا رأى سعداً قال: «هذا خالي فليُرِني امرؤٌ خاله».
بعد النصر الساحق في القادسية، أرسل سعد بن أبي وقاص رسولاً إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب يبشره بالنصر، سجد يومها الفاروق شكراً لله، ثم لما رفع رأسه، قال لرسول سعد: متى بدأ القتال؟
فقال: قبل الضحى.
فقال عمر: ومتى كان النصر؟
قال: قبل المغرب!
فقال عمر: لا حول ولا قوة إلا بالله لا يصمد الباطل أمام الحق مثل هذا، لعله ذنبٍ أذنبتموه أنتم أو أنا.
بجملة وحيدة يلخص لنا الفاروق أسباب النصر والهزيمة..
لا يصمد الباطل أمام الحق مثل هذا، لعله بذنب أذنبتموه أنتم أو أنا.
هذه الأمة كانت تنتصر بطاعتها لربها، وبمعصية أعدائها له، كانت الأسلحة شيئاً مكملاً للمشهد فحسب، حيثما التقى الحق والباطل انتصر الحق بغض النظر عن موازين القوى، وإذا اجتمع المتحاربون في المعصية، كانت الغلبة للأكثر تسليحاً وتنظيماً وجهوزية.
هذا لا يعني ألا تتسلح الأمة، على العكس الدنيا دار أسباب، ومن الحمق ترك السبب، ولكن الحمق أيضاً أن يَطلبَ الإنسان من الله ما يُحب وهو يُقدم إليه ما يكره.
بقلم: أدهم شرقاوي
copy short url   نسخ
15/06/2019
1937