+ A
A -
تحدثت أنباء الأرض المحتلة عن لقاءاتٍ أُجريت بين تجارٍ ورجال أعمالٍ عرب ونظرائهم الإسرائيليين، إضافة إلى ضباطٍ إسرائيليين، وذلك في إطار ما وُصفت بالعلاقات الأمنية والاقتصادية. وتمَّت هذه اللقاءات في مدينة أريحا جنوب الضفة الغربية، بعد توقُّفٍ دام خمس سنواتٍ.
وحرص مصدرٌ فلسطينيٌّ مسؤول في التوكيد على رفض هذه اللقاءات التي أكَّد أنها تُجرى بعيداً عن الجهات الرسمية في السلطة الوطنية، مشيراً إلى احتمال إجرائها من قِبَل جهاتٍ أخرى، تقف السلطة عاجزةً عن منعها، ولم يوضح المصدر هُويّة تلك الجهات.
وسبقت حركة فتح شجبها للِّقاءات معتبرةً إياها بمثابة الخروج عن الصف الوطني، وأحد أشكال الخيانة، كما أعلنت غرفة تجارة أريحا رفض اللقاء معتبرةً إياه من أساليب إسرائيل المشبوهة للتَّواصل مع التجار، وتقديم التسهيلات لهم.
في غضون ذلك وفي إشارات للتعاون الثنائي بين فئات من فلسطينيي الضفة الغربية وقطاع غزة مع إسرائيل، تحدثت الأنباء عن إفطارٍ رمضانيٍّ أقامه رجال أعمالٍ عرب من الخليل من قيادات حزب «الإصلاح والتنمية»، لنظرائهم الإسرائيليين، وذكرت الأنباء أسماء العرب والإسرائيليين الذين شاركوا في مائدة الإفطار هذه، وقد أكد «أشرف الجعبري» أحد المشاركين العرب: أن اللقاء هو لتعزيز الأواصر الإقتصادية لتحقيق السلام عبر الاقتصاد، في حين أعلن الإسرائيلي «يوسي دغان» مبادرةً لتعاونٍ تجاريٍّ وإقامة مناطق صناعية، واستثماراتٍ مشتركة.
وفي الوقت ذاته شهد معبر بيت حانون«أريتز» في قطاع غزة مأدبة إفطارٍ مماثلة حضرها عدد من تجار القطاع.
وفي تعليقٍ لوزير العمل والتطيط السابق في السلطة الوطنية السيد غسان الخطيب، أكد السيد الخطيب على حتمية التواصل بين التجار الفلسطينيين، وإسرائيل لحل مشكلاتهم في الاستيراد والتصدير والتصاريح والتراخيص، لكنه أكد على أفضلية عدم وجود هذه اللقاءات، لأنها تعني تبعيةً اقتصاديةً لإسرائيل، مطالباً السلطة بوضع خطةٍ بعيدة المدى للانفكاك عن الاقتصاد الإسرائيلي.
وحين نستعرض هذه التحركات ونربطها بما تردَّد أخيراً -وبقوة- من أنباءٍ عما وصفت بصفقة القرن الأميركية التي يعتبر صهر الرئيس الأميركي «دونالد ترامب» عرّابها، فإننا نضع أيدينا على ملامح لتلك الصفقة -التي لم تتم إذاعة تفاصيلها- وبخاصة ما يتعلق فيها بالجانب الاقتصادي، المراد فيه -حسب الخطة- إنعاش الحياة الاقتصادية للفلسطينيين في الضفة والقطاع. على أن للفلسطينيين غير همِّ الاقتصاد هموماً أخرى تتعلق بمستقبل القدس والمستوطنات واللاجئين، وهذه الهموم لا تحلها موائد الإفطار.
بقلم: حسن شكري فلفل
copy short url   نسخ
31/05/2019
1386