+ A
A -
بقلم ريم العبيدلي تشكيلية قطرية

شاركت مؤخراً في معرض عُمان الدولي للفنون التشكيلية والذي نظمه مركز عمان للمعارض والمؤتمرات بالتعاون مع الجمعية العمانية للفنون التشكيلية، وكانت مشاركة مميزة بشهادة كل من حضر إلى الجناح المخصص لأعمالي والذي قدمت من خلاله مجموعة من اللوحات التي تتحدث عن الخيل، تلك المفردة التي تغنى بها الشعراء منذ الأزل وباتت رمزا للجمال والبهاء، لذلك فضلت أن أحتفي أنا أيضاً بالخيل في هذه المشاركة وأقدمه حسب نظرتي ومن خلال تقنياتي وتجربتي الفنية.

وقد حالفني التوفيق إلى حد كبير في هذا الاختيار، خاصة بعد أن شاهدت ردود الفعل الإيجابية في عيون كل من شاهد أعمالي، وسعدت كثيراً بإشادة معالي المستشار عبدالعزيز الرواس المستشار الثقافي لجلالة السلطان قابوس خلال افتتاحه للمعرض الدولي بأعمالي، كما أثنى كثيراً على النهضة الثقافية التي تعيشها دولة قطر، مؤكداً أن هذا الإبداع الذي يراه ليس بمستغرب عن الفنان القطري، وقد تم اقتناء عدد من أعمالي وهو الأمر الذي أشعرني بالفخر، خاصة أن المعرض يضم أسماء كبيرة لفنانين من مختلف أنحاء العالم.
ولا أخفي سراً عندما أتحدث عن علاقتي بالخيل ولا أعلم سبباً واضحاً لتعلقي الشديد بها، ومما لا شك فيه ان كل فنان مر بمرحلة عشق الخيل ورسمها ولكن الوضع بالنسبة لي مع الخيل لم يكن مجرد مرحلة، بل أصبحت موضوعاً أساسياً لكثير من أعمالي ولوحاتي أقدمها في كل مره بشكل جديد فهي بالنسبة لي مصدر إلهام متجدد، لما لا وهي كائنات بهية تمتلك الكثير من الصفات التي تميزها عن غيرها، فالخيل جميلة الوجه والعينين والأذنين والقوام، إلى جانب حركاتها المتزنة.
ولو تحدثت عن رؤيتي الفنية للأعمال المشاركة سأقول إن الخيل وخاصة الخيول العربية الأصيلة هي مصدر دائم للحيوية حتى في لحظات سكونها وأنها تعبر عن جوانبنا الشرقية، وأشعر كثيراً أنها مفردة خاصة بنا وتميزنا عن الآخرين، كما أنني أحس بتفاعل الخيل العربي مع كل ما يحيط به، فالحصان كائن ذكي يستطيع أن يرقص على إيقاعات مختلفة، ومن هذا المنطلق قدمت أعمالي ومزجت الألوان مع حالات الخيل الراقية ومع تفاعلها مع الأصوات المختلفة لنرى حالات من الحزن والشجن مع الأنغام الشجية الحزينة، كما نرى أعمالاً تعبر عن السعادة وممزوجة بأنغام الفرح. وقبل أن يلومني أحدهم ويؤكد أن مفردة الخيل من أكثر المفردات الفنية شيوعاً واستخداماً من قبل التشكيليين فأقول لهؤلاء: لقد فرضت الخيل نفسها على كل المدارس التشكيلية من كلاسيكية ورومانسية وتعبيرية وواقعية وغيرها، مما جعلها أيقونة جاذبة للاهتمام ومثيرة ومحفزة لجميع حواس الفنان التشكيلي ولكل المبدعين.
وفي ختام تسجيلي الانطباعي عن مشاركتي في معرض عمان الدولي للفنون التشكيلية أود أن أشيد بالتنظيم الجيد والحفاوة في الاستقبال، فالمعرض اشتمل على عدد كبير من الأعمال الفنية التي تتنوع في مجالاتها وجمالياتها ومدارسها، وشارك فيه 150 من الفنانين التشكيليين من مختلف دول العالم أبرزها: (الهند، والبحرين، وفرنسا، والأردن، وإيطاليا، وجنوب إفريقيا، وأوكرانيا، وبريطانيا، وإيران، وكولومبيا، وفنلندا، ومصر، وبنجلاديش، وباكستان، والكويت، وقطر، وأستراليا، والسعودية، سريلانكا، وكندا، وروسيا) ويكفيني فخراً أنني مثلت الحركة التشكيلية القطرية. كما ضم المعرض أعمال الفنانين في مجالات الفن التشكيلي والحرفي المختلفة، حيث شارك الفنانون في مجالات: الرسم والتصـويـــر، والخـط العربي بحرفية وتطوير واضح في الأعمال المشاركة، كما حضرت التشـكيلات الحرفية، إضافة إلى النحت والخزف والتصوير الضوئي.
copy short url   نسخ
22/05/2019
2518