+ A
A -
كيان العدو الصهيوني، بات يواجه مقاومة صلبة وشجاعة تملك القدرات المتطوّرة باستمرار في مواجهة العدو ومخططاته، وهي نجحت في تحرير قطاع غزة، بلا قيد ولا شرط، على الطريقة اللبنانية، وتحويل القطاع إلى قاعدة محررة للمقاومة، تمكّنت مع الوقت من بناء قدرات ردعية في مواجهة جيش الاحتلال وهزّ استقرار وأمن الكيان الصهيوني، وتحويل حياة المستوطنين في جنوب فلسطين المحتلة إلى جحيم، فيما تل أبيب وغيرها من مدن الاحتلال الأساسية الحيوية، سياسياً واقتصادياً، باتت في مرمى صواريخ المقاومة وتعرضت للقصف غير مرة، وقد اختبر العدو ذلك عندما نجحت المقاومة خلال عام 2014 في قصف هذه المدن وشلّ الحياة فيها، مما أجبر العدو على وقف عدوانه ومنعه من تحقيق أيّ من أهدافه، وهو الأمر الذي تكرّر في أعقاب كلّ اعتداءاته التي حصلت لاحقاً وفشلت في تغيير قواعد الاشتباك أو التخلص من معادلة الردع التي فرضتها المقاومة.
إن تنامي قوة قوى المقاومة يترافق من سقوط وفشل مهج المساومة والتفاوض الذي راهن على تحقيق تسوية سياسية تقوم على حل الدولتين.. وظهر هذا الفشل في رفض كيان الاحتلال تنفيذ ما التزم به في اتفاق أوسلو المشؤوم والاكتفاء فقط بالحصول على ما أراده من هذا الاتفاق وهو الاعتراف بوجوده من قبل قيادة منظمة التحرير والتنسيق الأمني بين أجهزة أمن السلطة الفلسطينية التي نشأت بموجب هذا الاتفاق مع أجهزة أمن العدو الصهيوني لمنع وملاحقة المقاومين الذين ينفذون عمليات ضد الاحتلال.. وانكشاف فشل الرهان على المفاوضات وتطبيق أوسلو رغم التنازلات الخطيرة التي قدمت فيه، أدّى إلى تعزيز خيار وخط المقاومة وتزايد قوة القوى التي واصلت هذا الطريق ورفضت اتفاق أوسلو.. على أن إعلان إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب الدعم الكامل لمخطط العدو بتصفية كل الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني، أسقط آخر رهان عقد على موقف أميركي محايد في المفاوضات، وأسهم بدوره في تعزيز موقف وخيار قوى المقاومة وازدياد شعبيتها، وتنامي قدرتها في التصدي للعدوانية الصهيونية وتفاقم أزمة المشروع الأميركي الصهيوني وعجزه في القضاء على المقاومة.. وهو ما تجسّد في تنامي مأزق القوة الصهيونية العاجزة عن تحقيق النصر على قطاع غزة المحاصر، على أن تشكيل غرفة عمليات مشتركة لقوى المقاومة في قطاع غزة شكل نقلة مهمة في أدائها الوطني المقاوم في مواجهة الاحتلال يتطلب تطويره أيضاً بما يقود إلى إعادة بلورة مشروع حركة التحرر الوطني الفلسطيني، لحشد وتنظيم كل طاقات الشعب العربي الفلسطيني في كل أماكن تواجده، واستعادة التضامن والدعم العربي والإسلامي والأممي مع قضية فلسطين ومقاومتها..
بقلم: حسين عطوي
copy short url   نسخ
19/05/2019
1543