+ A
A -
[email protected]يعقوب العبيدلي
مبارك عليك الشهر، وتقبل الله منك صالح الأعمال، رمضان محطة يتزود منها الإنسان المسلم من كتاب الله قراءة وفهماً وتدبراً وحفظاً ويعتبر محطة من محطات التقويم ومراجعة النفس الأمارة بالسوء أن تقصر وتكف، وفرصة للوقوف مع الذات يقول تعالى (ألا بذكر الله تطمئن القلوب)، إن لحظة قراءة القرآن أو الاستماع إليه لحظة تسمو فيها النفس فوق مشاغلها الدنيوية واللحظية وترتقي وترتفع فوق مصالحها الحياتية الكثيرة، إن لحظة قراءة كتاب الله لحظة نخلع فيها الدنيا كخلع الثوب ونرتفع معه في ملكوت الله، لحظة ننقطع فيها عن الدنيا ومشاغلها وصراعاتها وخلافاتها وأنانيتها وأحقادها الدنيئة، لحظة نحطم فيها الكبرياء والغرور ونترفع فيها عن الحماقات والجهالات والإشكالات والصدامات والاختلافات وغيرها، لحظة ثمينة غالية لتهذيب النفس وترتيبها وترويضها ولجم جماحها لحظة استشراف المستقبل مع القرآن لاستئناف السير، القرآن هو الحياة عند من ينظرون إلى ما بعد الحياة، اللحظات مع القرآن تتدفق فيها النفحة الإلهية داخلنا، نفحات تنهانا عن المنكر بكافة أشكاله وأعظمها أذية خلق الله، نفحات تدعونا إلى فعل الخير والحب والسلام وإنكار الذات وهذه هي المنزلة التي نسمو إليها ونصبوا لها، رمضان فرصة لتعهد كتاب الله وفرصة لملازمته، وفرصة لارتياد المساجد، سعدت في هذا الشهر بالصلاة في أحد مساجد اللؤلؤة، وتشرفت بالصلاة مع عدد من المشايخ أثابهم الله، تحديداً المسجد الكائن في مدخل اللؤلؤة، تحظى قراءة الشيخ في هذا المسجد باهتمام الكثيرين من رواده وتشكل عامل جذب للعديد من الشباب والشابات لقراءته المؤثرة التي تتسم بالخشوع والترقيق والتشويق تسكن لها الأعضاء والجوارح والأركان، فضلاً عن جمال صوت الشيخ وأدائه المؤثر، لحظات ليست بالطويلة نسافر ونحلق إلى ما وراء الدنيا، نفحات إلهية رائعة نسلم أنفسنا لتدفقها الخصب وننسجم معها، كم هي رائعة أجواء الدوحة في رمضان، ساحرة، جاذبة، والقرآن يصدح من خلال سماعاتها طوال الوقت وشوارعها تزدان بزينة رمضان، ما أجمل أيام رمضان وليالي رمضان والقرآن في رمضان وتراويح رمضان ولحظات، وأوقات رمضان، لوحة تشكيلية رائعة بإبداع، وما أجمل الأمل بالله، وحسن الظن به، والعمل الصالح، في ظل علاقة العبد بالله وبكتابه وهدي رسوله، صلى الله عليه وسلم، وآخر دعوانا: أن يجعل الله القرآن ربيع قلوبنا ونور صدورنا وأن يجعلنا من خدّام كتابه.. اللهم آمين
وعلى الخير.. والمحبة نلتقي
copy short url   نسخ
12/05/2019
2237