+ A
A -
نافذة تَتَدَفَّقُ دفئا وحُبّاً ها هي تَنشر ستائرها المخملية لِتَمْتَصَّ الشَّجا والشجن وتَنثر بذورَ الأمل في رحمة تَجري نهرا فَيَّاضا يَعِدُ بالقمح والشعير على موائد التكبير..
ونحنُ على مشارف شهر الرحمة، هذا القادم إلينا ملء اللهفة، كيف لنا ألا نَفتح نافذة لنَتراحم ونَتحابّ ونَتقاسم؟!
لِيَكُنْ قلبكَ يا صديقي نافذة مشرعة على الخير والبَرَكَة والأَجْر بِحَرَكَة.. بِحركة واحدة يا صديقي قد تُحَدِّدُ خَطَّ مَسارِكَ أنت الحائر بين جنَّتكَ ونارِكَ:
-سارِعْ إلى البناء للآخِرة، وازْهَدْ في الطوب والحجر..
-صِلْ ذَوِي القربى، ولْيَكُن الملتقى أعظمَ البيوت ألاَ وهو بيت الرحمان..
-تَوَدَّدْ بقلبك وجَيبك إلى أُمِّك وأبيك، فَما تَناله مِن دعواتهما ورضاهما أَثْمَنُ مِن كل ما قد يَنالانِه منك..
-تَلَهَّفْ على أن تُدْخِل الفرحة على يتيم أو محروم ولو بنصف رغيفٍ مَدهون..
-جَرِّبْ كُلَّما صَيَّرَكَ أحَدُهم عُودَ ثقابٍ مُتَأَهِّبا للاشتعال أن تُطفِئَ غضبَكَ بصَدقة..
-بادِرْ بإلقاء التحية على جارِك أو زميلك في العمل، فإن رَدَّها بأحسن منها فذاك أَعَزّ ما يُطْلَب، وإن لم يَردَّها فلا تَحْزَنْ لأنك ستَكون محظوظا بأن يَردّها رَبّ السماء والأرض..
-لا تَنْسَ بعد صلاة الفجر أن تَتْرُكَ قدْحَ ماءٍ خلفَ نافذتك أو على حواف شرفتك لَعَلَّ طائرا يَشربُ منها ولَعَلَّكَ بذلكَ تُسْقَى مِن عَين في الجنة..
-كَافِئْ صغيرَكَ في نهاية الأسبوع بزيارة إلى دُور الْمُسِنِّين لتُنعم عليهم بصدقة، ولو بكلمة طيبة وابتسامة، حتى تُعَوِّدَ صغيرَك على السعي في الخير وتُذَكِّرَه بأن دنيا النعيم ما كانت لتَدومَ لأحَد..
-قَرِّرْ أن تَحفظ ما تَيَسَّرَ مِن الحزب الستين، لاسيما وأن سُوَرَه القرآنية طَيِّعة عند الحفظ..
-كُلْ قليلا، وتَذَكَّرْ أن العبرة في البرَكة وليست في كثرة الإنفاق..
-رَتِّبْ لِبَدَنِكَ موعدا يوميا مع الرياضة الدينية، فبِقَدْر ما تُمَرِّن جسمَك على الركوع والسجود ستَضمن لنفسك أن تَصمد في وجه الزمن..
-نَلْ شيئا مِن الأَجْر وأنتَ تَجتهد مع صغيركَ ليَحفظ سورةً قصيرة..
-في ميزان الدنيا، الأغلى هو الذهبُ.. وفي ميزان الآخرة، الأغلى هو القرآن..
نافِذَةُ الرُّوح:
-«ضُمِّيه، ضُمِّيه يا أحلامَه قبل أن يُعانِقَ شجرةً أخرى لا تَكفُر بِبُطولاتِه».
-«طُبول الروح تَجلِد ولا يُسمَع لسِياطها صَوت».
-«نادِني يا تاجَ الحظّ، وارْفَعْنِي على عرش الْمَلَكات».
-«مِن أَلِف النية إلى ياء العمل ما بين عمامة الوقار ونِعال الرغبة».
-«حتى أنتَ، حتى أنتَ يا سيِّدَ الليل تُقَيِّدُ حريةَ أصابعي التَّوَّاقة إلى قطفِ عِنَبِكَ الْمُقْمِر قبل أن تَنطفئ نُجوم تتواطأ مع الأيام ضدّي؟!».
-«مع كل خطوة إلى الهدف الحَيِيّ بعيدا عن شواطئ الممكن، أَنْصَهِرُ قبل أن يتجَدَّدَ بَدْءُ تكويني وتَحْلِف الأمواج ألا يَصمدَ قاربي».
-«يااااااا ربيعَ الأَمْس الهارب، ما أَشْقَاني بانْقِيادِكَ لي!».
بقلم: سعاد درير
copy short url   نسخ
02/05/2019
3053