+ A
A -
فيصل المرزوقي

الجبناء هم من لا يملكون قرارهم، ولا يجرؤون على البوح به، هم بشر بهيئاتهم ولكنهم من حيث الواقع أقرب إلى النعاج !

تأكل مما يليها فقط حتى لو كان العشب جافا وأصفر، ولا يعنيها بقية المرعى، حتى لو كان أخضر، لأنها لا تجرؤ على رفع رأسها، بل وحتى لو رأت البقر تأكل فيها وتجتر ما أكلت !

مثل هؤلاء- النعاج- مستهدفون، يختارهم سراق المال العام، لتعيينهم مدراء ومسؤولين ليس لمؤهلاتهم، ولكن لكونهم مكملات لتوفير بيئة عمل صامتة، صامتة عن الحق صمت الشياطين، لا تؤثر فيهم المبادئ ولا الأخلاق ناهيك عن الوازع الديني، بالرغم من أنهم قد يتشبهون ببعض السنن، وبالتأكيد كل علم في مقدمة الصفوف يحتفلون باليوم الوطني، يوم الأدعم !

يختارهم الفاسدون ليعملوا معهم، وهم يدركون أنهم يختارون من سيسايرونهم أو سيشاركونهم أو سيصمتون ويلزمون أنفسهم بمبدأ مالي خص أو المسؤول أبخس !

ولأنه أبخس يحق له تجاوز كل الخطوط الحمراء وكل أخضر وأصفر، فهو أعلم بالمصلحة العامة وهو يعمل بالتعليمات التي تُكتب بالقلم الرصاص على الهامش، وعلى نعاج الهامش أن تأكل مما يليها وتنفذ !

هم -الصامتين- خلاصة كل قصة فساد وزارة أو فساد مؤسسة أو فساد بنك !

هم العدو فاحذروهم، وهم رأس البلاء وظاهره وباطنه، وبداية كل قصة فساد وغلاف كل سرقة للمال العام وعون لتبديده !



الخلاصة:

لم أجد كل قصة فساد إلا ووجدت القهر في صمت النعاج، وهم في واقع الأمر ليسوا مجرد موظفين مأمورين بل جبناء، والجبناء لا يبنون وطنا!

copy short url   نسخ
15/03/2015
4965