+ A
A -
في قارة أخـرى بعـيدة كـثيراً عـن وطـننا العـربي وبلادي قـطر عـلى وجه الخصوص وعـن خليجنا الغالي بين البعـد والفقد والحنين للأهل والأحباب وبين شهـر الخير والبركة حكايات عايشناها وامتلأت بها ذاكرة غربتنا.. يأتي إلينا رمضان مع مسحة بها حزن وحنين ووحدة وغربة.. نعم به حزن وحنين لافـتقادنا الأجواء الرمضانية في الوطن ووسط الأهل ولكنه يظل الشهر المتميز بكل معـنى الكلمة ولكننا نفتقد روحانيته العظيمة التي تمتلىء بها بيوتنا وشوارعـنا وتكبيرات مساجدنا في بلادنا واستعدادنا لشهـر الخير.. هنا بالغـربة الإحساس صعـب أن يوصف برغم كثرة المساجد التي تمتلىء بها شوارع نيويورك عـلى اختلاف مناطقها.. فالمساجد ولله الحمد كثيرة ولكن لا تستمع لصوت الاذان حتى وإن امتلأ المسجد بالمصلين فـتطل الدولة غير اسلامية.. أجواء رمضان في الغـربة لا تختلف عـن الأيام العادية لأن وتيرة الحياة تمضي كما هي دون تغـيير فالحياة العملية للمغـترب واحدة فهو يذهب لعمله، جامعـته، مدرسته، لا تخفيض بساعات العمل.. رمضان هذه السنة يتميز بطول ساعات صيامه وبقصر فـترة الإفطار لذا به نوع من التعـب يستشعـره المسلمون هذه السنة أكثر مما سبق.. قل عـدد المصلين في التراويح هـذه السنة وذلك لتأخـر وقـت اذان العـشاء إلى ما بعـد العاشرة وذلك بسبب أنهم عائدون من يوم عـمل مرهق فـيما عـدا يوم الجمعة وأيام السبت والأحد الذي يجد الصائم فـيها فسحة من الوقـت يستطيع السهـر فـيها وقـضاء بعض الوقـت مع أسرته والتواصل والزيارات المتبادلة بين الأصدقاء وأداء التراويح.
ولكن من العـقـبات التي نواجهها كمغـتربين هـنا هـو صيام أبنائنا في المدارس، والتي يصعـب عـليهم لطول وقـت الدراسة ولعـدم تغـير شيء عـن الأيام العادية وعـدم قـدرتهم عـلى التحمل التي في حقـيقة الأمر نعاني نحن الكبار منها فالجميع يأكل ويشرب أمامهم فـيجدون مشقة في صبرهم ويفطرون كثيراً وعـند العـودة للمنزل يشعـرون بالخجل ولكن دورنا هو شرح أهمية الصوم لهم والأجر العظيم الذي سيحصلون عـليه والحقيقة هي مهمة صعـبة عـلينا كآباء وأمهات.. الصيام عـبارة عـن جهاد كبير وتحمل مشقة كبيرة وقـدرة لا يمتلكها مع الأسف بعض المسلمون وهم قلة والحمد لله.. رمضان في الغـربة هادئ لا يٌسمع له صوت إلا في داخل قلوبنا وبيوتنا كمسلمين فله مسحة إيمانية وتعظيم وإجلال لشهر الخير.. شهر يلم شتات قلوب أنهكتها الغـربة ولكن التواصل ولله الحمد سهل وانتظار القـنوات الفضائية سهل عـلينا هذا كله.. حقيقة يختلف رمضان هذه السنوات عـن ما بدأت به غـربتنا في 2006، الآن أسهل بكثير مع سهولة التواصل بأحبائنا وأهلنا.. ويظل رمضان غـير في بلادنا العـربية في وطننا إنه شعـور صعـب وصفه فالحمد لله عـلى كل حال..
تقبل الله منا ومنكم صالح الأعـمال وأعاد عـلينا هذا الشهر الفضيل بالخير والأمن والسلام.. ولا تنسونا من صالح دعائكم.
نيويورك
بقلم : إيمان عـبد العـزيز آل إسحاق
copy short url   نسخ
15/06/2016
7830