+ A
A -
لم يصن الحب القديم الذي بدأت به علاقتهما قبل ربع قرن، ولا تشابك مصالح الاستثمارات، ولا الأرصدة الضخمة التي تزيد بإطراد، فلا المال ولا البنون الأربعة الذين أثمرهم زواجهما..الخ، فلم يصن كل ذلك حياتهما الزوجية من الأنواء والعواصف والمؤامرات التي تفضي إلى الطلاق.
فحينما نما إلى علمها، وقبل ذلك إلى أحاسيسها، أن هناك امرأة أخرى تسللت إلى قلب زوجها،خاصة أن عدد اللقاءات الحميمية للزوج مع حبيبته الجديدة وصل إلى 6 لقاءات خلال أسبوعين فقط، ومن ثم بات واضحا لها أن الرجل يرنو إلى التحرر من أغلال زواج لم يعد من المجدي حفظه في ثلاجة لمجرد الإبقاء عليه حيا، بينما هذا الزواج في واقع الأمر كان قد مات أكلينيكيا، فكان لابد من الطلاق.
عرفت الزوجة ماكنزي بأنها كانت روائية، غير أن كتابتها للرواية ما كان يمكن أن يجمع لها هذه الثروة الطائلة التي حصلت عليها من زواجها من هذا الرجل الأسطوري، حتى لو أنها كانت روائية بعيار أجاثا كريستي، ولهذا كتبت ماكنزي الفصل الأخير وخاتمة حياتها إلى جوار الرئيس التنفيذي لشركة أمازون جيف بيزوس المتربع على قائمة فوربس لعام 2018 كأغنى رجل في العالم في الوقت المناسب، وأيضا بالطريقة التي درت عليها الكثير، بل وجرت عليها حسد كل الزوجات في العالم اللواتي على أعتاب طلاق، فقد أصبحت ماكنزي ثالث أغنى امرأة في العالم بعد الطلاق.
تأملت كثيرا حياة هذا الرجل، وقرأت كثيرا عن قصة صعوده إلى أفلاك عليا في دوائر المال والإدارة والاستثمار، وكيف أن زواجه من ماكنزي بدأ في شقة مستأجرة لها غرفة نوم واحدة، بينما الآن أصبح للزوجين خمسة بيوت كبيرة وأنيقة في الولايات المتحدة وما يخشى عليه مما هو فيه أنه تخلى عن المرأة التي أغنت حياته بالحب والمال والبنين، لصالح امرأة أخرى مقدمة برامج عرفته وهو في قمة مجده، وربما أن الخطأ الذي سيقع فيه هذا الرجل أن بوصلته لم تستدعيه المقارنة بين امرأتين، أولاهما عرفته فقيرا وشاركته الصعود والتألق والنجاح الأسطوري، بينما الثانية عرفته وهو أغنى رجل في العالم، أي أن الأخيرة سوف تتزوج من رجل عرفته على الجاهز واستلمته غنياً وموثراً، ومن ثم فإن ما يخشى منه أن تكون قصة صعوده قد كتبتها امرأة، وإن قصة هبوطه تتسبب فيها امرأة أخرى لم تسهم في حياته إلا بإغرائه على تطليق زوجته التي شاركته المرة والحلوة للتمتع بثروته الطائلة.
هذا الرجل هو بكل تأكيد خبير في عالم الإدارة والتكنولوجيا والاستثمار والمال، ولكنه لايزال تلميذا في عالم النساء، والقراصنة أيضا إذ أن هذه المسألة ما كانت لتتطور إلى ما رأينا ربما لولا دخول قراصنة على اتصالاته بغرض الحصول على ما يمكن أن يتسبب في إيذائه، ومحاولة لجمه ومنع صحيفته من رؤية الحقائق وسردها.
بقلم: حبشي رشدي
copy short url   نسخ
17/04/2019
1644