+ A
A -
قي مثل هذا اليوم من العام 864م وُلد ابن الرَّيوندي وبعض الكتب تقول ابن الراوندي والصحيح الريوندي نسبة إلى قرية ريوند قُرب مرو من قرى خراسان.
كان ابن الريوندي ذكياً داهية، واسع الثقافة، عنده علم بالتوراة والإنجيل، ضليعاً في فلسفة الإغريق، له معرفة واسعة بالقرآن محكمه ومتشابهه، وهذا من باب الأمانة العلمية، وأدب النقل.
أما من باب وضع الأمور في نصابها فقد كان ملحداً، أضله الله على علم، شأنه شأن مثقفي الملحدين الذين عاشوا معنا وما «ستيفن هوكينغ» منا ببعيد، فداهية القرن الواحد والعشرين في الفيزياء كان يرى أن هذا الكون المنظم والغاية في الدقة قد جاء عن طريق الصُدفة، وكرائد الفضاء الذي يعبد بقرة بالهند، وكجراح الأعصاب الذي لم يرَ وراء كل هذا الإتقان في جهازنا العصبي خالقاً قديراً!
القضية باختصار يا سادة قضية قلوب وليست قضية عقول، وأتعس عباد الله من كان نصيبه من الدنيا عقلاً منيراً وقلباً مظلماً، وصدق الإمام الذهبي يوم قال في آخر ترجمته لابن الريوندي: لعنَ الله الذكاء بلا إيمان ورضيَ الله عن البلادة مع التقوى.
كتبَ كتاباً سماه الدامغ يزدري فيه القرآن الكريم ويقول إن فيه لحناً وأخطاءً نحوية!
عاش ستاً وثمانين سنة ثم مضى إلى الرب الذي كان ينكر وجوده.. فلعنَ الله الذكاء بلا إيمان ورضيَ عن البلادة مع التقوى.
بقلم: أدهم شرقاوي
copy short url   نسخ
13/04/2019
1624