+ A
A -
يقولون لك:تفاءل، واملأ حياتك بالحب،واضحك على الدنيا،تضحك لك الدنيا..وتستخير الله وتستعيذ به من الشيطان الرجيم،وحلفائه على أرض الله الواسعة، وتنوي أن تضربها صرمة..وتقهقه: اضحك كركر، اوع تكشر، ولكنك، والعياذ بالله، تفتح التليفزيون، فتصفعك تكشيرة، ولا تكشيرة واحد مرابٍ يلاحقك بسلفة ميتة، الهيبة لله!! ماذا يقول صاحبنا؟ حسناً: انتظر قليلاً..بدأ صاحبنا يزبد ويثور ويتوعدنا بعواقب الأمور..ما الذي حدث؟ تسأل نفسك..
-والله، ولا حاجة، أنا راجل في حالي، أديت صلاة العصر حاضراً وليست لي خصومةٌ مع أي نفرٍ من عباد الله،أقارب، وأبعدين.. لننتظر قليلاً..
وتعود بحواسك لتتابع صاحبنا..ما شاء الله !! فهو رجل «بتعة» وهبه الله وفرةً في البدن، وجهارةً في الصوت، وخشونةً في المنظر، وغزارةً في اللحية، وتجهماً في النظرة.. يا للهول !!أهو راسبوتين في نسخته العربية المعدلة ؟أم حفار القبور في القصص الصينية؟ أم أبو رجل مسلوخة في حكاوى العواجيز التي كنّ يُنِمن بها الصغار بصحبة الرعب والخوف الذي يزيد من ضربات القلوب الصغيرة النديَّة كقلوب الطير ؟ هو ذلك كله.. وتستفيق من تساؤلاتك،وتعود بسرعة الكاميرة التليفزيونية الحديثة الشغالة بفكر الرجل الآلي، بعيداً عن تساؤلاتك، لتصغي لضيف الشاشة الذي يرطِّب الأسماع بحديثه «الديني» الإرشادي، فتراه ما زال على حاله، وقد ازداد تشنُّجاً، وإزباداً، وتحذيراً للضالين المنصرفين إلى غرور الدنيا، بعيدين عن نعيم الآخرة، أولئك عليهم اللعنة إلى يوم الدين.. ولأنك كحالي، إنسان بسيط، تؤدّي واجباتك الدينية والإجتماعية، والإنسانية بما يرضي الله رب العالمين، فإنك بالتأكيد، سوف لا تبتئس أو «تتعكنن» فمولانا حذَّرك قبل أن يبشِّرك، ولكنني، وأنا رجل على باب الله، اللي في قلبي على لساني، «إنغمّيت» فقد بدأت يومي بالأمل في الابتسامة، والمشاركة في ضحكةٍ تشيل الغمَّ والهم، ولكنَّ أخانا المحدِّث إياه، عكّر مزاجي وتفاؤلي..ما لنا وهذا..قم ياولد وتصفَّح الصحف..
- يا لَلهول..مرةً ثانية..أخونا المتحدِّث إياه..عليه علامات استفهام في قضايا نصب، وتزوير، ومشكلات «لا تنذكر ولا تنعد» مع الست المصونة حرمه الكريمة..
-ساعتها فقط زال همي وغمي..و «منكم لله يا بُعدا..».
بقلم: حسن شكري فلفل
copy short url   نسخ
05/04/2019
1669