+ A
A -
هذه النتيجة التي أسفرت عنها جولة المواجهة الجديدة المحدودة، لكنها المهمة من حيث حصادها بالنسبة للمقاومة والسلبية بالنسبة لكيان العدو، أدت إلى تسعير التناقضات والصراعات داخل الكيان الصهيوني والتي تجسدت في ما يلي:
أولاً: إقرار بفقدان إسرائيل لقوتها الردعية من قبل وزير الأمن السابق أفيغدور ليبرمان على إثر وقف إطلاق النار في غزة، حيث كتب على تويتر«هذا ليس وقفا لإطلاق النار بل انهيار كامل للردع الإسرائيلي، ومس بأمن المستوطنين وفقدان تام للشعور بالأمن».. وقد أيد ليبرمان في هذه الخلاصة كل من رئيس حزب العمل أفي غباي، ورئيس حزب إسرائيل بيتنا، وحزب اليمين الجديد..
ثانياً: توجيه انتقادات قاسية للجيش الإسرائيلي لعجزه في جولة القتال الأخيرة عن إصابة أي من الأهداف التي وضعها، وفي هذا السياق قال مسؤول معهد أبحاث الأمن القومي اللواء احتياط عاموس يدلين إن الجيش يكتفي في الفترة الأخيرة بالرد على نيران حماس، مؤكدا «لقد خسر جيشنا إبداعه وقدرته على المفاجأة والخداع».. وأضاف يدلين أن «إسرائيل تريد الانتصار، لكنها تعلم ما هو ثمن هذا الانتصار»، وتابع: «إذا كان دليل انتصارنا هو إعادة السيطرة على مليوني فلسطيني وإرسال الكثير من الكتائب والألوية من أجل السيطرة على مخيمات اللاجئين، لا نريد ذلك».. في حين اعتبر موقع القناة الثانية في التليفزيون الإسرائيلي أن الصاروخ الذي أطلق فجر الإثنين من جنوب غزة سيكون ذكرى مؤلمة لدى المستوطنين خصوصا لكونه لم يواجه عبر غطاء من القبة الحديدية، واعترفت مصادر في المؤسسة الأمنية الصهيونية أن الصاروخ الذي أصاب منزلا في شمال تل أبيب لم يتم اعتراضه من قبل منظومة الدفاع الجوي لأنه لم يكن هناك إمكانية للاعتراض.. هذا الاعتراف يؤكد فشل منظومة القبة الحديدية وعدم قدرتها على اعتراض وإسقاط صواريخ المقاومة..
ثالثاً: سيادة شعور دائم بالقلق لدى المستوطنين يصل حد اليقين بعدم الإحساس بالأمان، على الرغم من قرار الجيش الإسرائيلي بالعودة إلى الروتين فإن بعض المستوطنين قرروا إبقاء أولادهم في البيت خشية تجدد إطلاق الصواريخ.. ونقلت صحيفة يديعوت أحرونوت عن إحدى المستوطنات في سديروت قولها: «إننا نعيش في حالة عدم يقين، ولا نعلم إذا كان هناك تصعيد أو لا.. مرة يتحدثون عن وقف إطلاق النار ومرة أخرى عن صافرات إنذار.. نحن نعيش في وضع مربك كثيرا لا يخدم أبدا الشعور بالأمن»..
هذه النتائج والتداعيات داخل الكيان تؤشر إلى تفاقم مأزق الكيان الصهيوني النابع من ازدياد عجز قوته الردعية وانهيارها وليس فقط تآكلها وهو ما شكل أحد أهم نتائج جولة المواجهة الأخيرة مع المقاومة الفلسطينية التي نجحت في إدارة المعركة ببراعة وعلى نحو أفقد العدو توازنه وجعله في وضع مربك في حين أن نتانياهو لا هم له سوى التركيز على كيفية الاستفادة من اعتراف ترامب بالسيادة الإسرائيلية على الجولان وتثمير ذلك في حملته الانتخابية مما اعتبر هروبا من خوض مواجهة واسعة مع المقاومة قد تقود إلى هزيمة إسرائيلية جديدة يحمل مسؤوليتها، وبالتالي تؤدي إلى خسارته الانتخابات وتحطم مستقبله السياسي، وعندها من المحتمل أن يلاقي مصير سلفه أولمرت.
بقلم: حسين عطوي
copy short url   نسخ
31/03/2019
1770