+ A
A -
أظهرت العملية الحالة المعنوية المنهارة لدى جنود العدو وحجم جبنهم، حيث اعترفت وسائل الإعلام الصهيونية بأن الجنود فروا من مواجهة المقاوم الفلسطيني، الأمر الذي يذكر بمشاهد انهيار معنويات جنود النخبة في جيش الاحتلال خلال المواجهات مع المقاومين في مارون الرأس وبنت جبيل خلال العدوان الصهيوني على لبنان عام 2006.. هذا الضعف المتزايد في الروح القتالية للجيش الإسرائيلي أحدث المزيد من القلق والخوف لدى المستوطنين على أمنهم، أن جيشهم غير قادر على حمايتهم، وأن إجراءات الأمن المتخذة فشلت في منع الهجمات الفدائية التي تستهدفهم..
ومن الطبيعي أن يؤدي ذلك إلى ارتباك قادة العدو نتيجة العجز الذي يعاني منه جيشهم، وأجهزتهم الأمنية، في مواجهة عمليات شبان الانتفاضة وعدم القدرة على منع أو تجنب حصولها.. لاسيما وأن العملية كانت قاسية ووجهت صفعة قوية لكل خططهم العسكرية والأمنية..
وبالقدر الذي أحدثت فيه العملية كل هذا الأثر في داخل الكيان الصهيوني، فإنها أحدثت نهوضا شعبيا في الشارع الفلسطيني والعربي حيث عبر المواطنون عن فخرهم واعتزازهم بما قام به الشهيد من فعل مقاوم وقدرة على تلقين جنود العدو دروسا في القتال وإذلالهم... فقد تحول الشهيد عمر أبوليلى إلى بطل حقيقي وأيقونة عربية فلسطينية على غرار الأبطال المقاومين الذين نجحوا في فترات سابقة في تنفيذ عمليات ناجحة ومؤلمة للعدو.. وقد عكست المشاركة الشعبية الكبيرة في تشييع جثمان الشهيد مدى تأييد الجمهور الفلسطيني لخيار المقاومة ضد الاحتلال... لاسيما وأن العملية برهنت من جديد أن المقاومة والانتفاضة هي السبيل لإحباط مخططات ومشاريع الاحتلال الذي يتمادى في عدوانه وإرهابه وسرقته للأرض الفلسطينية، أما خيار المساومة والمهادنة الذي اعتمد منذ توقيع اتفاق أوسلو المشؤوم فإنه لم يؤد سوى إلى تشجيع العدو على مواصلة احتلاله وعمليات استيطانه وتهويده لأرض فلسطين والتسبب في إحداث الشرخ والانقسام في الساحة الفلسطينية والذي عمل العدو على تغذيته لتحقيق أهدافه، الأمر الذي يؤكد أن السبيل الوحيد لمواجهة خطط الاحتلال لتصفية القضية الفلسطينية، إنما يكمن في تصعيد المقاومة والانتفاضة ضد الاحتلال الذي برهنت التجربة معه أنه لا يفهم لغة سوى لغة القوة وأنه لا يتراجع إلا تحت ضغط المقاومة المسلحة الشعبية، تماما كما حصل في جنوب لبنان وقطاع غزة حيث دحر الاحتلال بقوة ضربات المقاومة المتواصلة التي حولت احتلاله إلى جحيم لم يعد يستطيع احتماله.
بقلم: حسين عطوي
copy short url   نسخ
24/03/2019
1256