+ A
A -
أطل فبراير بأعياده وشارف على الانتهاء تاركاً ذكرياتٍ بالمحبة والسلام مليئة، فبراير يعني لكويت السلام الكثير، وهو أيضاً يعني لنا في قطر العز كما يعني لها وكما تعني لنا، هذه الدولة التي لن ينسى التاريخ وقفة أميرها الشيخ صباح الأحمد الجابرالصباح منذ بداية الحصار الجائر على قطر، التاريخ المليء بالعِبر للجيل القادم من ابناء المنظومة الخليجية التي هتكت عورتها دول الحصار بفعلتها تجاه قطر ونواياها المبيّتة بالسوء لمقدرات الوطن وشعبه ومن يقيم على هذه الارض التي أعزّت كل شخص يتنفس هواء الكرامة فيها، والتاريخ مازال حافظاً لقطر أنها من ضمن الدول التي أدانت الغزو العراقي على الكويت وساندت بدعم قوات من الجيش في معركة الخفجي عام تسعين، وللكويت وقفة لا ينساها أي شخص حين لعبت دور التهدئة أثناء أزمة سحب السفراء في الخليج عام الفين واربعة عشر،
في حين يبقى عام ألفين وسبعة عشر وصمة عار في تاريخ الإنسانية حين كانت النية مُبيّتة لدى دول الحصار بفرض حصارٍ جائر على قطر حكومةً وشعبا بل وإذلال أهلها وغزو أرضها دون أي اعتبار، وهنا برز من جديد الدور الذي لا ينساه أي شخص بوقفة أمير الكويت حفظه الله ولعبه دور الوسيط لحل ما افتعلته دول الحصار وكي لا يطول الأمد وحتى لا تصل الأمور لما لا تُحمد عقباها.
وقد لاقت وساطة سمو أمير دولة الكويت احترام وتقدير العالم حيث أفسحت لها كافة الدول بل والأمم المتحدة المجال لحل الخلاف الذي نحى جانباً منظومة مجلس التعاون الخليجي المعنية بحل أي خلافات داخل دول المجلس، فبادر سمو أمير الكويت بالقيام بزيارات مكوكية بين العواصم الخليجية ونقل مطالب دول الحصار لدولة قطر وتسلم رد دولة قطر على المطالب وسعى مخلصاً لحل الخلاف ولا يزال.
وكلنا يعلم ان أمير الكويت انحاز منذ اليوم الأول لإصرار دولة قطر على رفض أي إملاءات واحترام السيادة في حل الخلاف، مؤكدًا في أكثر من مناسبة أن الكويت قبل قطر لن تقبل مطالب تمس سيادة قطر، وهذا ما لا تريده دول الحصار التي تصر في كل مناسبة على فرض الإملاءات، هي الكويت التي دفعت سلفاً ثمن المغامرات غير المحسوبة التي أقدم عليها صدام حسين بغزوٍ فاجأ العالم قبل الأشقاء، حيث تحسّب الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح لمغامرة مشابهة قد تقدم عليها دول الحصار لاستهداف قطر عسكرياً بعد فرض حصار جوي وبري وبحري عليها في الخامس من يونيو الفين وسبعة عشر.
ولأن في الازمات تعرف صديقك من ذاك الذي تُسيره الأطماع، فلا عجب ان يكون أمير دولة الكويت حاضراً وشخصية بارزة يحركها الضمير الحي والسعي لرأب الصدع وتضميد الجرح الذي بات يُدمي دول الحصار أمام شعوبهم والعالم اجمع.
ونعود للتاريخ الذي يهزأ بمن طعن بظهر اللحمة الخليجية مراتٍ ومرات لنرى وفي لفتة مؤثرة لأمير الإنسانية خلال قمة الرياض ما قام به حين لفت الأنظار بتفقد علم قطر ليمسك به متأكداً بنفسه ما إن كان ظاهرا في الصورة أم لا، وذلك خلال التقاط الصورة التذكارية لرؤساء وفود القمة الخليجية المقامة بالعاصمة السعودية الرياض، هذه اللفتة التي قام بها سموه لم تأت عبثاً ولم يسجلها التاريخ باعتبارها مجرد صدفة فهل تعي دول الحصار ان تفقّد العلم يعني تفقّدا للدولة صاحبة هذا العلم، في رسالة واضحة ان قطر ذات سيادة ولها حضورها شاء من شاء وأبى من أبى؟
هذا وتأتي اعياد فبراير مؤكدةً ان شعبي قطر والكويت شعب واحد جمعه الحب والوقفة والمساندة،
ولأن شهر فبراير لا يشبه باقي اشهر العام بالنسبة للكويت والكويتيين حيث يتم فيه الاحتفال بعيدي الاستقلال والتحرير لنرحب بهذا الشهر بهلا فبراير، فالمهرجان يأتي مكملا للأفراح والبهجة بالأعياد الوطنية، ليتم احياء هذا العرس الوطني حاملاً الطابع الفني والترفيهي للكويت وشعبها، وهو الذي انطلق لأول مرة عام ألف وتسعمائة وتسعة وتسعين.
ولا عجب ان تُسخر دولة قطر امكاناتها الاعلامية والفنية لمشاركة دولة الكويت اعيادها، فقد امتزجت الفنون وتشاركت الدولتان إعلامياً في نقل الفعاليات الوطنية بل وصدحت أصوات فنانينا في الدولة بالغناء للكويت وشاركت العديد من اطياف الدولة برجالاتها ونسائها من فنانين ورسامين وشعراء وإعلاميين بل وطلاب مدارس برسم لوحة حب ووفاء للكويت كلٌ حسب عمله واجتهاده.
للكويت وقفة إنسانية تستحق منا في قطر التوقف عندها كثيراً وهذا ما حدث من الشعب الذي يُقدر هذه الوقفة ومن سيدي صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى الذي ضرب مثلاً للقاصي والداني بمجده قولاً وفعلاً، وهو الذي وجه بإطلاق اسم أخيه أمير الكويت على مشروع المحور الجديد ليكون من أهم الطرق الرئيسية في قطر تقديراً للمكانة الرفيعة التي تكنها دولة قطر لصاحب السمو أمير دولة الكويت، فهو ليس مجرد محور حمل اسما، إنما سيحكي للأجيال القادمة سبب التسمية وليفخر التاريخ بهكذا إنسانية تتمثل في أمير الإنسانية وبهذا المجد المرتبط بتميم المجد.
وأخيراً هلا فبراير حملت ذكرى الاستقلال والتحرير للكويت والكويتيين، ونحن في قطر نحمل لكم حباً من القلب ودعاءً أن يديم أفراحكم ويحفظ أمنكم ويحفظنا من كل سوءٍ في القلوب وحقدٍ في النفوس.
من قطر العز سلام وتحية لوطن النهار الكويت وأهلها الكرام.

ابتسام الحبيل
copy short url   نسخ
26/02/2019
60426