+ A
A -
أما كوبا فإنها باتت من أفضل دول العالم في تأمين الخدمات الصحية للشعب وتقوم بتقديم المساعدات في هذا المجال للعديد من الدول في أميركا اللاتينية ومنها فنزويلا.. وإذا كانت هناك من مصاعب تواجه هذه الدول إنما هي ناتجة عن الحصار الاقتصادي الذي تفرضه واشنطن في محاولة لخلق مشكلات اقتصادية وإثارة الاضطراب الاجتماعي وبالتالي العمل على الإطاحة بأنظمتها التي ترفض الهيمنة الأميركية..
الحقيقة الرابعة: انكشاف استخدام ترامب سلاح المساعدات الإنسانية وسيلة لتعزيز القوى الموالية لواشنطن في فنزويلا والتأثير على شعبية الرئيس مادورو.. وبالتالي استمالة قسم من الناس لمصلحة دعم القوى اليمينية للانقلاب على الرئيس مادورو.
الحقيقة الخامسة: سعي ترامب إلى كسب تأييد الجيش ضد الرئيس مادورو، لأنه من دون ذلك يصعب أن يقوم غوايدو بالانقلاب وتسلم السلطة.. غير أن هذه الخطة للإطاحة بالرئيس مادورو سرعان ما واجهت المصاعب الكبيرة في القدرة على تحقيق أهدافها ويظهر ذلك من خلال التالي:
1- اقدام الرئيس مادورو على تعزيز وزيادة عديد القوات الشعبية المسلحة التي تسهم في مؤازرة الجيش في التصدي لأي غزو خارجي، من نحو 1,700،000، إلى 2،000،000 وهذا إنجاز هام جدا يعزز صمود
فنزويلا ويمكنها من مواجهة أي غزو عسكري أميركي.. وقد اتبعته كوبا التي طبقت سياسة تسليح الشعب لمواجهة الإمبريالية الأميركية.
2- رد الجيش الفنزويلي على دعوات ترامب له للتمرد على مادورو والانحياز إلى جانب غوايدو، بالتأكيد على استعداده للدفاع عن البلاد في مواجهة أي تدخل عسكري خارجي وقول وزير الدفاع بأن على من يريد الإطاحة بالرئيس مادورو أن يدوس على جثثنا اولا.
3- رفض الرئيس مادورو إدخال المساعدات الأميركية كونها تستهدف تدخل واشنطن في شؤون البلاد الداخلية، وإعلانه عن استقبال ثلاثمائة مليون طن من المساعدات الآتية من روسيا والصين بكرامة ومن دون شروط، مما قطع الطريق على واشنطن والأدوات التابعة لها في استغلال المساعدات كسلاح للتأثير على موقف الشعب واستمالته إلى جانب غوايدو.
وهكذا فإن الرئيس مادورو وحزبه الاشتراكي نجح في إيجاد معادلة فنزويلية قوية ومتماسكة مكونة من حزم الجيش في التصدي لأي عدوان أميركي، والقوات الشعبية المسلحة المساندة للجيش للدفاع عن الوطن، والموقف القوي والحازم للرئيس مادورو في مواجهة التهديدات الأميركية بتأكيد رفض المساومة أو التفريط بسيادة واستقلال البلاد.. هذه المعادلة كفيلة بتحويل أي غزو عسكري أميركي إلى فيتنام جديدة وبالتالي غرق أميركا في مستنقع من الاستنزاف لا قدرة لها على تحمله.. ولهذا فإن هذه المعادلة من المحتمل أن تجبر الرئيس الأميركي على التراجع عن الذهاب إلى مغامرة عسكرية في فنزويلا.
بقلم: حسين عطوي
copy short url   نسخ
24/02/2019
1702