+ A
A -
مع استمرار هذا الخلاف بين اكبر الاطراف في الوطن المحتل.. المحرر.. ضاع الوطن بين غزة واريحا اولا.. ورام الله ثانيا.. ضاقت الثورة وصغرت الدولة.. مع صفقة يعد لها فوق الطاولة غربيا وتحت الطاولة عربيا.. وكم كان شاعرنا ومفكرنا محمود درويش مستشرفا للحال حين قال:

«ما أوسع الثورة، ما أضيق الرحلة، ما أكبر الفكرة، ما أصغر الدولة».

نعم كانت الثورة تمتد من تشيلي إلى الصين.. وباتت الدولة في مربع المقاطعة.. وبعض الحرية لرجال امن لاعتقال كل من اراد ان يعود للثورة.

اضاقت الثورة واقتصرت على عمل فردي من فصيل واحد وباتت غزة دولة تشن الحرب عليها وقتما تكبر ويصبح لها ذراع يضرب، وصغرت الدولة في رام الله وباتت الرحلة اليها واسعة وطويلة..

ومع صفقة القرن التي اعدت وزادت وتيرتها يراد بها انهاء ثورة قامت قبل اكثر من نصف قرن من اجل تحرير فلسطين التاريخية.. وانهاء دولة فلسطينةعلى جزء تاريخي من فلسطين والقائها في صحراء التيه التي تم تهجير اهلها.. وتحضيرها لتتفيذ، صفقة يصفق لها قادة أغرار في السياسة تمت تهيئة الظروف لتوليتهم قيادة هذه المرحلة التي قد تجر خلفها ويلات كما جرتها بعد الثورة العربية الكبرى ضد الخلافة..

الحرب على كل ما هو وطني باتت امرا مرعبا مع هذه الهجمة الشرسة على كل ما هو اسلامي حتى ولو كان وسطيا..

كان الفلسطينيون الامل بقيادة الثورة إلى ان يتحقق النصر في انتزاع الوطن من براثن المحتل لكن المؤسف بات بعض الفلسطينيين ادوات في يد جلادي الوطن والوطنية لقتل فكرة ان يكون هناك وطن اسمه فلسطين.

والسؤال.. هل يمكن ان تعود الثورة وتتسع من جديد ليكبر وتتحقق الفكرة التي اطلقت من اجلها الرصاصة الأولى (فلسطين من البحر إلى النهر)؟ أم هل ستبقى الحرب على الثورة ولا فكرة ولا وطن.. ومصيرنا الشتات من جديد؟

ان الخطوة الأولى المطلوبة من اهل الرأي الرشيد.. مد الجسور نحو غزة وان يمد اهل غزة الجسور إلى رام الله.. وليتهم يطرحون الاماني ويلقون بأحلام التفرد في البحر الميت.. فلا وطن بلا تحقيق الفكرة.. وهي مسؤولية جناحي الوطن في رام الله وغزة.

* كلمة مباحة

أحن إلى حقول الاقحوان اركض على مداها.. وحين يصيبني ظمأ ارتوي برحيق نرجسها.
copy short url   نسخ
08/02/2019
1754