+ A
A -
قال لي زميل عربي.. أنا مهاجر.. فجواز سفري سوف ينتهي.. وحكومتي تنتظر عودتي.. لتقص رقبتي!!
ودعته في المطار.. فقال لي وصيتي حين تزور بلدي عانقها كما تشاء.. بحرارة ببرودة واعتذر لها عني.. فأنا لم أعد قادرا على عناقها حيا.. وسأطلب معانقتها.. ميتا..
عدت أنظر إلى حفيدي في بطن أمه.. وقلت له:
أعترف أنني أنتظرك بفارغ الصبر.. وأزهو انك سوف تحمل اسم عائلتك.. ليمتد النسل.. لكن يا ولدي..عد للرحم وواصل الحياة هناك بحبلك السري.. بدل ان تأتي إلى الدنيا وتطلب حبل نجاة..أو تنتحر بحبل مشنقة...
لم يعد هذا العالم العربي يصلح لاستقبال الأجنة الأبرياء..
فهم لا يصلحون للعيش في وطن الأنبياء..
ووطن الأنبياء الذي استقبل الأربعة وعشرين من رسل الله
قد استوطنه الغرباء
عد يا ولدي للرحم...
أطفال فلسطين هاجروا إلى تشيلي
والفلبين
وأطفال سوريا غرقوا في ظلمة المتوسط
ولفظتهم الشواطئ على السواحل البعيدة
واطفال اليمن يموتون جوعا في الحديدة
عد للرحم يا ولدي..
حتى لا تباع في سوق النخاسة
وانتظر رحيل أمك إلى البلاد البعيدة
حيث الحياة الجديدة.. تعليم..صحة.. سكن.. حقوق إنسان.. حرية.. ثلوج ربيع حقيقي.. نهار طويل ..عمل متواصل..
أصابني سأم.. فعدت إلى النقشبندي أستمع إلى إبداع بليغ حمدي في موشح:
مولاي إني ببابك... قد بسطت يدي*
من لي.. ألوذ به.. إلاك يا سندي
*مولااااااي يا مولاااااي اا
عد إلى الرحم يا ولدي..وانتظر زمنا غير زمن هذه الأمة!!!
كلمة مباحة
طرقت أبواب المدائن.. أبحث عن وجد. فأعياني الطرق ولم أنل وجدي
copy short url   نسخ
28/01/2019
2080